تنظيم المؤسسات الدينية.. محاولة «الدبيبة» لإعادة ليبيا إلى مربع فتاوى الغرياني

 

خلال ترؤسه الاجتماع العادي لحكومة الوحدة الوطنية المنتهية ولايتها في العاصمة طرابلس، أعلن عبدالحميد الدبيبة، رئيس هذه الحكومة إطلاق مبادرة لمؤسسة العمل الديني في ليبيا تحت شعار «واعتصموا بحبل الله جميعًا»، بهدف ضمان وحدة الكلمة للبلاد لتكون بمثابة ميثاق وطني في الشؤون الدينية تشارك فيه كل الأطراف.

وزعم «الدبيبة»، أن المبادرة تستهدف تنظيم عمل المؤسسات الدينية، بما يضمن وحدة الكلمة لهذا البلد وضمان استقراره ليتوج بإصدار ميثاق وطني في الشؤون الدينية تشارك فيه كل الأطراف، في إشارة منه إلى اللغط الذي صاحب رؤية هلال عيد الفطر المبارك الماضي.

 الجماعات تدخل على الخط

ودخلت ما تسمى الجماعة الليبية المقاتلة، وجماعة الإخوان في ليبيا على الخط، حيث طالب المسؤول الشرعي السابق للجماعة الليبية المقاتلة، المدعو سامي السعدي، عبر بيان له، حكومة الدبيبة بالتصدي لكل من يدعم أو يؤسس أو يشارك شبكات التخريب والإفساد في ليبيا، وإنزال أقسى العقوبات بكل من يدعم أو يؤسس أو يشارك في تلك الشبكات.

بينما علّق القيادي في حزب العدالة والبناء الذراع السياسية لجماعة الإخوان، المدعو عبدالرزاق العرادي، هو الآخر في بيان له، على قرار «الدبيبة» معلنًا تأييده له، مؤكدًا أن الدولة مؤتمنة على دين الشعب وأن فوضى المؤسسات واستيراد الفتاوى يجب أن ينتهي.

من جانبه، يرى الباحث في الشأن الليبي، محمد قشوط، أنه مخطط جديد لحكومة الدبيبة للسيطرة على المؤسسات الدينية، وهي مبادرة وراءها وليد اللافي وزير الدولة للاتصال والشؤون السياسية في حكومة الدبيبة، المعروف بولائه لدار الغرياني وراء مبادرة العمل الديني، التي أعلنها عبدالحميد الدبيبة، والتي بموجبها سيتولى كل من اللافي والغرياني توجيه عمل المؤسسات الدينية، والتي على رأسها هيئة الأوقاف وصناديق الزكاة، وجمعية الدعوة والمساجد والكليات الشرعية، والمعاهد الدينية والزوايا الصوفية، عبر لجنة لاختيار الأئمة وهيئة أخرى لإدارة الأوقاف.

وأكد الباحث في الشأن الليبي، في تصريحات لـ«المرجع» أن تلك المبادرة ما هي إلا محاولة من الدبيبة وحكومته لتثبيت أركانهما أكثر في الداخل الليبي وسعيًا منه لاستكمال مهمامه حتى إجراء انتخابات في الداخل الليبي.