ad a b
ad ad ad

كيف أعادت ذكرى وفاة الملا عمر الخلافات بين سراج حقاني وزعيم طالبان؟

الإثنين 15/مايو/2023 - 05:08 م
المرجع
محمد يسري
طباعة
مع اقتراب العامين على استيلاء حركة طالبان على السلطة في أفغانستان، احتفلت الحركة بذكرى وفاة الملا عمر مؤسس طالبان الذي يوافق 23 أبريل عام 2013م، والذي تأخر إعلان وفاته لمدة عامين؛ ما أدى إلى وقوع خلافات داخلها أوشك أن يؤدي إلى تفتت الحركة إلى أن تمكن الملا اختر منصور من لم الشمل مرة أخرى بعد عناء شديد، وتأتي الذكرى العاشرة لوفاة الملا عمر لتعيد الخلافات داخل الحركة مرة أخرى ولكن بصورة جديدة، خلال حديث بعض قيادات الحركة عن أمجاد الملا عمر، لكن الحديث كان يحمل وجهًا آخر.

كلمة سراج حقاني

خلال الاحتفالية التي أطلقتها حركة طالبان بهذه المناسبة الجمعة 12 مايو الجاري ألقى سراج الدين حقاني وزير الداخلية بالإنابة كلمة كشف فيها بعض التفاصيل الدقيقة حول سلوك طالبان، وعمليات اختطاف الرهائن التي كانت تمارسها الحركة من أجل الضغط على خصومها بهدف الحصول على مكاسب لها، ومن بينها اختطاف بعض الأجانب كرهائن مقابل إطلاق سراح بعض أعضائها المحتجزين في سجن جوانتامو، وهو ما نجحت فيه الحركة مرارًا.

واعترف حقاني- وهو زعيم شبكة حقاني الجناح الأكثر عنفًا في الحركة- بأن طالبان كانت تفعل ذلك أيضًا مقابل الحصول على أموال إذ كانت الشبكة تشتهر باحتجاز الرهائن الأجانب والأفغان من أجل هذا الهدف.


غير أن حقاني خلال كلمته ذكر بعض الأسماء التي كانت تساعد في هذه العمليات ومن بينها مسؤول مالي كبير في الحركة، وقع في خلافات كبيرة مع زعيم الحركة، لكن وزير داخلية طالبان كان مساندًا له، ضد قرار هيبة الله أخوند زاده بعزله من منصبه كوزير للمالية،  وهو الملا هداية الله بدري، الذي تولى بدري في مارس الماضي منصب محافظ البنك المركزي الأفغاني بعد إقالته من منصبه، وكان من المقربين إلى الملا محمد عمر، المؤسس الراحل لحركة طالبان.


كما تناولت كلمة سراج حقاني شخصية أخرى لها ثقلها وهو زعيم قبلي معروف تمكنت شبكته، وكان معتقلا في سجن جوانتانامو منذ عام 2005، وهو بشير نورزاي المعروف باسم الحاج بشار الذي أفرج عنه، مقابل إطلاق سراح مهندس أمريكي، احتجزته الحركة كرهينة منذ عام 2020.


دلالات الكلمة

لم تكن كلمة سراج حقاني وزير خارجية طالبان خلال الاحتفال بالذكرى العاشرة لوفاة الملا عمر بهذه الصورة إلا فرصة لاستعراض قوة شبكة حقاني وعلاقاتها القوية بمؤسس الحركة في ظل الخلافات القائمة بين سراج حقاني وبين القيادة المركزية في قندهار، والتي ظهرت على السطح بصورة علنية خلال الأشهر الأخيرة من العام الماضي.

ويبدو أن حقاني تعمد استدعاء أسماء بعينها خلال كلمته التي ألقاها بهذه المناسبة؛ ليذكر القيادة المركزية في قندهار بأن القوة لاتزال معه، وأن تصرفات هيبة الله اخوندزاده زعيم الحركة مع جناح حقاني ورجاله ليست سليمة، وأن جذورهم في الحركة أقوى من قراراته.


فقد حاول الملا أخونزاده تحجيم هذا الجناح في مارس الماضي، وأصدر مجموعة من القرارات بإقالة هداية الله بدري وزير المالية وعدد من مسؤولي الجمارك الذين يعملون تحت قيادته.


ويعتبر الملا بدري هو أحد الأعضاء البارزين في مجلس هلمند التابع لطالبان، بجانب الملا محمد داود مزمل محافظ بلخ الذي قُتل في عملية إرهابية استهدف مقر المحافظة، قبل أيام قليلة من إقالة الملا بدري.


كما كشف كلمة سراج الدين حقاني التي تبدو في ظاهرها محاولة للاحتفال بمؤسس الحركة وذكر أمجاده، مدى استمرار الخلافات القوية داخل الحركة، والتي لم تظهر على السطح منذ عدة أشهر بعد أن وصف زعيم الحركة بالديكتاتورية.

"