التوريث الحركي.. شبكة عائلية تحكم حركة طالبان
نشأت حركة طالبان في وسط يموج بالعصبية القبلية والمذهبية، الأمر الذي انعكس بشكل أو بآخر على توجهاتها الحركية والسياسية، مما كان له أبلغ الأثر في ظهور شبكة عائلية، تسيطر على المناصب العليا داخل الحركة، ورغم أن التدخلات العائلية لم تظهر نتيجتها على اختيار خليفة الملا عمر مؤسس الحركة بعد إعلان وفاته، لكن تأثيرها لا يزال يطل برأسه بين الحين والآخر، وترك بصمات كبيرة، أدت إلى حدوث انشقاقات داخل طالبان؛ لاسيما تلك التي واجهت الملا أختر منصور، الذي تولى قيادة الحركة بعد إعلان وفاة الملا عمر عام 2016م، والتي لم تظهر للعلن إلا بعد عامين من وفاته.
عائلة الملا عمر
أبرز الشبكات العائلية التي تسيطر على حركة طالبان هي: عائلة الملا عمر، الزعيم الروحي للحركة، ويأتي على رأسهم:
الملا يعقوب
والملا يعقوب هو الابن الأكبر للملا عمر، وُلد يعقوب عام 1990م، ورغم صغر سنه لكنه يتمتع بنفوذ واسع داخل الحركة، نظرًا لارتباطه باسم والده، ويعقوب يشغل منصب رئيس اللجنة العسكرية للحركة.
الملا عبدالمنان عمري
وهو عضو مجلس شورى حركة طالبان، وقد شغل عبدالمنان هذا المنصب عقب تولي الملا أختر منصور قيادة الحركة، بعد رفض استمر قرابة 6 أشهر من عبدالمنان، اعتراضًا على طريقة تعيين أختر منصور، وظهر اسم عبدالمنان كثيرًا في قطر، وفي مايو 2020م، نشر الرئيس السابق للأمن الوطني الأفغاني «رحمت الله نبيل» صورًا على موقع التواصل الاجتماعي فيسبوك، وعلق شارحًا على إحدى هذه الصور: «هذا هو الملا عبدالمنان الذي يستلم 50000 ريال قطري شهريًّا ويعيش مع عائلته في فيلا في منطقة تسمى ريان في قطر».
الملا عبدالغني برادر
ولد في ولاية أورزغان، عام 1968، وبعد مغادرة السوفييت وتمزق البلاد في الحرب الأهلية، أنشأ برادر في قندهار مدرسة دينية، عام 1989، كانت إحدى نوى حركة طالبان، وحين وصلت الحركة إلى السلطة، سنة 1996، أصبح نائبًا لوزير الدفاع. إلا أنه فر خارج البلاد بعد سقوط الحركة عام 2001م، واعتقل في 2010 بمدينة كراتشي الباكستانية، وظل في السجن 8 سنوات، قبل أن يطلق سراحه.
ويعتبر أبرز أسماء عائلة الملا عمر، ويشغل حاليًا منصب رئيس المكتب السياسي لحركة طالبان، وقد لعب برادر دورًا كبيرًا في المفاوضات مع الولايات المتحدة بالعاصمة القطرية الدوحة، عاد برادر إلى أفغانستان بعد غياب أكثر من 20 عامًا. وألقى الخطاب الأبرز بعد فرار الرئيس الأفغاني أشرف غني خارج البلاد على خلفية استيلاء طالبان على العاصمة كابول.
عائلة حقاني
وتمثل عائلة حقاني أكبر الشبكات داخل حركة طالبان، وتعتبرها الولايات المتحدة الجناح الأكثر تشددًا في الحركة، ومن أبرز الأسماء:
جلال الدين حقاني
وهو مؤسس الشبكة، ولد جلال الدين حقاني عام 1939، وعُرف عنه قتاله الشرس ضد القوات السوفييتة، وعقب الانسحاب السوفييتي، أقام جلال الدين حقاني علاقات وثيقة مع جهاديين عرب من بينهم أسامة بن لادن. وشغل منصب وزير في نظام طالبان حتى الإطاحة بالحركة في الغزو الأمريكي في 2001، وأعلنت الحركة وفاته بعد صراع مع المرض عام 2018م.
سراج الدين حقاني
ولد سراج الدين حقاني عام 1973م وهو ابن الملا جلال الدين حقاني، وعضو في مجلس شورى حركة طالبان، وله نشاط واسع شرق أفغانستان ويمتلك وشبكته قواعد على طول الحدود في شمال غرب باكستان. وقد عين نائبًا لرئيس حركة طالبان عام 2015م.
أنس حقاني
وهو الشقيق الأصغر لسراج الدين حقاني، اعتقل في 2014 م، وافرج عنه في 12 نوفمبر 2019، في إطار تبادل مشروط للأسرى مع حركة طالبان مقابل تحرير رهينتين أحدهما أمريكي والآخر أسترالي احتجزتهما شبكة حقاني منذ عام 2017، واشترك حقاني في وفد المفاوضات بالعاصمة القطرية الدوحة.
خليل الرحمن حقاني
ولد خليل الرحمن حقاني عام 1966م، وهو شقيق جلال الدين حقاني، وهو عضو بارز في شبكة حقاني، وأبرز أنشطته الحصول على تمويل لحركة طالبان. وفي مطلع عام 2010 قدم أموالًا إلى خلايا طالبان في مقاطعة لوغار بأفغانستان.
وفي عام 2009 كان خليل واحدًا من عدة أشخاص مسؤولين عن احتجاز أسرى طالبان وشبكة حقاني. يأخذ خليل أوامر لعمليات طالبان من ابن أخيه سراج الدين حقاني. اتهمت الولايات المتحدة خليل خليل الرحمن أيضًا بتنفيذ أعمال بالنيابة عن تنظيم القاعدة في منطقة باكتيا.
حددت وزارة الخزانة الأمريكية خليل الرحمن حقاني بأنه إرهابي عالمي بموجب الأمر التنفيذي 13224 يوم 9 فبراير 2011، ورصدت مكافأة قدرها 5 ملايين دولار للإدلاء بمعلومات عنه.





