ad a b
ad ad ad

اختراق أم هجوم.. محاولة اغتيال الرئيس الروسي بالطائرات المسيرة

الإثنين 08/مايو/2023 - 11:27 م
بوتين
بوتين
محمود البتاكوشي
طباعة
دخلت الحرب الروسية الأوكرانية منعطفًا خطيرًا ومرحلة غير مسبوقة من التصعيد، إثر محاولة اغتيال الرئيس الروسي فلاديمير بوتين، بواسطة طائرتين مسيرتين قبل أن يتم تدميرهما على قبة قصر الرئاسة الروسي الكرملين، بوسط العاصمة موسكو، ووجهت روسيا أصابع الاتهام إلى أوكرانيا ووصفته بأنه عمل إرهابي مخطط له ومحاولة لاغتيال الرئيس الروسي مؤكدة أنها تحتفظ بالحق لنفسها في اتخاذ إجراءات انتقامية في المكان والزمان المناسبين.

كييف تنكر

في الوقت الذي تحاول فيه كييف إنكار صلتها بالحادث، حيث تعلم جيدًا عواقبه الوخيمة، وظهر ذلك جليًا في تصريحات الرئيس الأوكراني فلاديمير زيلينسكي، في مؤتمر صحفي مشترك مع زعماء فنلندا والدنمارك والسويد والنرويج وأيسلندا، بالعاصمة الفنلندية، الأربعاء 3 مايو 2023، حيث نفى تورط بلاده في الهجوم بطائرات مسيرة على مبنى الكرملين، في العاصمة الروسية موسكو، قائلًا: «نحن لا نهاجم بوتين أو موسكو، نحن نقاتل فقط على أراضينا، نحن ندافع عن قرانا ومدننا، نحن لم نهاجم بوتين».

محاولة اغتيال الرئيس الروسي بطائرات مسيرة لها العديد من الدلالات والرسائل، إذ يأتي قبل أيام من الاحتفال بعيد النصر على ألمانيا خلال الحرب العالمية الثانية، والذي تحتفل به روسيا في 9 مايو كل عام في الساحة الحمراء المحاذية لسور الكرملين، مما يجعل الحادث له أثر سلبي على معنويات الجنود والرأي العام الروسي وتراجع شعبية بوتين، الأمر الذي قد يدفعه إلى اتخاذ قرارات عصبية لحفظ ماء وجه الجيش الروسي مما يورطه في المستنقع الأوكراني أكثر، الأمر الذي يصب في نهاية الأمر في صالح التحالف الغربي الذي تقوده الولايات المتحدة الأمريكية.

اختراق روسي 

في هذا السياق يؤكد علاء عواد الباحث في الشؤون الدولية، أن محاولة اغتيال بوتين واقتراب الخطر من مقر إقامته الذي يعد أحد أكثر الأماكن حساسية وتأمينًا حول العالم، تعكس وجود اختراق داخلي روسي وليس من الخارج، فمن الذي عطل الدفاعات الجوية وسمح لطائرات معادية بالاقتراب من الكرملين قلعة بوتين الحصينة.

وأضاف الباحث الدولي، أن هذه المحاولة بمثابة إنذار أوكراني ببدء الهجوم المضاد في العمق الروسي باستخدام سلاح الطائرات المسيرة التي أثبتت نجاعتها في الفترة الأخيرة وتسببت في خسائر كبيرة بصفوف الجيش الأحمر الذي يعد ثاني أقوى الجيوش في العالم، قبل أن يسقط في المستنقع الأوكراني الذي يشبه إلى حد كبير سيناريو سقوط روسيا في أفغانستان، وكانت أحد أسباب تفكك وانهيار الاتحاد السوفيتي في العقد الأخير من القرن العشرين.

أكد عواد أن الرئيس الروسي كان يريدها عملية عسكرية خاطفة لا تتجاوز 3 أيام، لكنه فوجئ بالصمود الأوكراني الذي نتج عنه إحراج الجيش الروسي في مناسبات عدة، وباتت قواته تعاني نقص الإمدادات نتيجة الضربات الأوكرانية المتلاحقة على مخازن الذخيرة وقطع خطوط الإمداد، لدرجة أنه بات عاجزًا عن التقدم خطوة واحدة إلى الأمام، ففي اليوم التالي لاستهداف الكرملين وبعد تفجير مستودعات وقود القرم السبوع الماضي، تلقى الجيش الروسي ضربة مؤلمة لخط امداداته بمقاطعة ستافروبول شمال القوقاز، والتي تبعد عن مسرح العمليات الاوكراني ب470 كيلو مترًا، حيث تم تدمير مستودع وقود ضخم، مما يؤكد أن دائرة بوتين المقربة تعمل على سرعة التخلص منه عبر تسهيل مهمة الوصول للأهداف الإستراتيجية الروسية من قبل الطيران المسير الأوكراني بشكل يحرجه تمامًا، ويظهره أمام شعبه بالعاحز حتي عن حماية نفسه في تلك الحرب التي خاضها، وهو يظن أنها نزهة قصيرة الوقت لكن بعد عام يجد الرياح تعكس النيران التي أشعلها في كييف.

وأضاف أن محاولة أوكرانيا لاغتيال بوتين، يؤكد قدرتها على شن ضربات دقيقة وعميقة في روسيا بدليل وصولها إلى قبة الكرملين، وذلك بمساعدة بعض المسؤولين الروس الذين باتوا يرون أن بوتين أصبح عبئًا على الدولة الروسية لذا يجب التخلص منه.

وتوقع عواد أن تشهد الأيام المقبلة قطع بعض الرؤوس، سواء بتهمة التواطؤ أو الإهمال، الذي كان نتيجته وصول مسيرات العدو إلى الكرملين، لذا يجب أخذ تهديدات روسيا باتخاذ إجراءات انتقامية في المكان والزمان المناسبين على محمل الجد، فالرئيس الروسي عنيد ولن يهدأ حتى ينتقم من المتورطين في الحادث سواء داخليًّا أو خارجيًّا، وقد يقدم على استخدام القوى الغاشمة في اجتياح كييف أو تدميرها بالقصف الصاروخي، أو محاولة تصفية رؤوس النظام الأوكراني.

زاوية أخرى

ومن زاوية أخرى يرى مراقبون أن روسيا من دبرت الحادث حتى تجدد مبررًا لاستخدام القوة المفرطة في أوكرانيا ودكها رأسًا على عقب، ومعهم مسوغ شرعي لذلك، كما يجعل التحالف الغربي يحجم عن إمداد كييف بالأسلحة الهجومية، الأمر الذي يصب في نهاية المطاف في مصلحة موسكو التي تريد حسم عمليتها العسكرية في أسرع وقت ممكن.
"