ad a b
ad ad ad

المأزق الروسي في أوكرانيا وخيارات موسكو الصعبة

الإثنين 07/فبراير/2022 - 07:41 م
المرجع
محمود البتاكوشي
طباعة
 وضع تغلغل حلف شمال الأطلنطى «ناتو» داخل أوكرانيا، روسيا في موقف صعب، وباتت محاصرة بقائمة من الخيارات المرة، فهي أمام خيارين كلاهما يؤدي إلى عواقب كارثية قد تتحملها موسكو، سواء قررت غزو كييف، وبالتالي تسقط في المستقع الأوكراني، أو تتجاهل تمدد الغرب في البلاد، ما يجعل أمنها القومي مهددًا بعد العبث في الحديقة الخلفية لروسيا.

ارتفاع تكاليف المغامرة في أوكرانيا زاد من مخاطر إقدام روسيا على خطوة عسكرية هناك، إذ أرسل حلف الناتو قوات إلى أوروبا الشرقية، تحسبًا للحرب المحتملة، فضلًا عن التهديد بحزمة من العقوبات الاقتصادية، في محاولة لردعها عن غزو أوكرانيا، وذلك ردًا على حشد أكثر من مائة ألف عسكري روسي، على حدود أوكرانيا، في الأشهر الأخيرة، أقنعت الدبلوماسية والتحركات العسكرية الروسية الكثيرين، بمن فيهم بيلاروسيا والعديد من المحللين الأمنيين بأن الرئيس فلاديمير بوتين اتخذ قرار الحرب.

المأزق الروسي في
الأزمة التي تعاني منها موسكو، هي أن تراجعها وانسحابها، بعد إعلان الولايات المتحدة وحلف الناتو، نشر قوات شرقي أوروبا، من شأنه أن يترك الكرملين في موقف خاسر خلال المواجهة الحالية.

وفي هذا السياق اتهمت موسكو، الغرب بالمسؤولية عن الفوضى التي ضربت الأسواق المالية الغربية، إذ خسرت الأسهم القيادية في البورصة أكثر من 10% من قيمتها في يوم واحد، كما انخفضت قيمة الروبل أكثر من 6% منذ بداية يناير.

وقال "ديمتري بيسكوف"، المتحدث باسم الكرملين، إن موسكو تراقب البيانات التي يصدرها حلف شمال الأطلسي حول نشر القوات والمعدات في أوروبا الشرقية، مشيرًا الى أن هذا يؤدي إلى مزيد من التصعيد، مؤكدًا أن الغرب هو من تسبب في الأزمة الراهنة.
المأزق الروسي في
وبحسب مسؤولين روس فإن المفاوضات الأخيرة التي أجريت في جنيف، فشلت لعدم حصول موسكو على الضمانات الأمنية التي تسعى إليها، بما في ذلك سحب قوات الناتو إلى حدود عام 1997، بل جاءت مطالب موسكو العلنية بإخراج حلف الناتو من شرق ووسط أوروبا، بنتائج عكسية حيث أدى التهديد بالحرب إلى زيادة مطالب الانتشار بالقرب من حدود روسيا، حيث يدرس الرئيس الأمريكي، جو بايدن، زيادة عدد القوات الأمريكية في شرقي أوروبا بعشرة أضعاف.

وعلى ما يبدو فإن واشنطن تريد دفع موسكو إلى المستنقع الأوكراني، فهي تدرك جيدًا أن هزيمتها وفشلها في هذا الملف سيؤدي إلى خروج واشنطن من القارة العجوز، وتزايد مكانة وقوة الرئيس الروسي فلاديمير بوتين في المنطقة، فأوكرانيا تعتبر السد الذي يوقف نفوذ روسيا في أوروبا، وقد تتبعها دول أخرى، بداية من دول بحر البلطيق مرورًا ببولندا.

وعلى النقيض من ذلك فإن هزيمة بوتين تضمن للولايات المتحدة حكم العالم عشرات الأعوام المقبلة بشكل منفرد وتسهل عليها حصار الصين، لذا تعمل واشنطن بشكل جيد على إغلاق كل الطرق في وجه «بوتين» عدا طريق الحرب.

الكلمات المفتاحية

"