ad a b
ad ad ad

الوضع الأمنى في نيجيريا.. تعاون قطاع الطرق مع «بوكو حرام»

الثلاثاء 09/مايو/2023 - 08:12 م
المرجع
أحمد عادل
طباعة
تشهد منطقة شمال نيجيريا، هجمات إجرامية منظمة، من قبل جماعات ممسلحة محلية تطلق على نفسها «قُطاع الطرق»، والتي تتعاون خلال الفترة الماضية مع جماعة «بوكو حرام»، لتزيد تعقيد الوضع الأمنى في البلاد. 

وتنفذ الجماعة المحلية التي يطلق عليها قطاع الطرق، عمليات منظمة ضد المدنيين القائمين في القرى، وينهبون السكان ويقتلون بعضهم ويخطفون البعض الآخر، مقابل فدية مالية محددة.

عمليات قطاع الطرق

ومع بداية مارس 2023، نفذ قطاع الطرق، عمليات مسلحة على جميع أنحاء البلاد، مما أدي إلى مقتل نحو 70 شخصًا وخطف ما يقرب من 80 آخرين،

وتزداد العمليات العنيفة التي تنفذها جماعة قطاع الطرق، في الفترة الزمنية الأخيرة، في الوقت الذي يزداد فيه النمو السكاني، وزيادة الرقعة الزراعية، مما يترك مساحة أقل للرعي المفتوح من قبل قطعان ماشية البدو. 

الأمر الذي دعا الرئيس المنتهية ولايته في مارس 2023، محمد بخاري، إلى إدانة تلك العمليات وبخاصة في ولاية بينوي، وهي إحدى ولايات الحزام الأوسط في نيجيريا؛ إذ يلتقي الشمال ذو الأغلبية المسلمة مع الجنوب ذي الأغلبية المسيحية، وتحتدم المنافسة على استخدام الأراضي المستعصية بشكل خاص في الحزام الأوسط؛ حيث تتداخل المناطق بين المزارعين والرعاة مع الانقسامات العرقية والدينية.

وتعتبر نيجيريا، إحدى دول منطقة بحيرة تشاد، التي تعاني من مراراة الإرهاب، بسبب انتشار جماعة بوكو حرام، وانعدام الأمن في المنطقة، والبطالة المتفشية والفساد المستمر وزيادة الركود الاقتصادي في البلاد.

تعاون قطاع الطرق مع بوكو حرام:

من جانبها، قالت نورهان شرارة، الباحثة في الشأن الأفريقي، منذ عدة سنوات ظهرت عصابات مسلحة في نيجيريا؛ مثل قطاع الطرق والخاطفين لطلب فديه وترويع المزارعين ونهب المواشي، وزاد ذلك في المناطق الشمالية الغربية، حيث القرى النائية بعيدًا عن مخابئ العصابات ذاتها، وقد ازدات قوة هذه الجماعات بعد شنها هجومًا على مقرات الحكومة المحلية والمجتمعات الأكبر والأقرب إلى الطرق الفيدرالية، خاصة أنها اكتسبت قوة بشرية كبيرة وقدرات تسليحية، ويرجع ذلك إلى غياب المنظومة الشرطية والعسكرية في هذه المناطق، واعتماد السكان المحليين على مجموعات أهلية مسلحة للتصدي للهجمات، وهذا قد يجعل الأزمة تتفاقم بشكل أكبر.

وأكدت شرارة في تصريح خاص لـ«المرجع»، أن الوضع الأمنى في نيجيريا يمثل تحديًا كبيرًا أمام الرئيس الحالي، كما كان الوضع خلال ولاية سابقة، والذي أخفق في ردع بوكو حرام في نظر الشعب النيجيري، وجاءت العصابات لتزيد الطين بلة، فتردي الأوضاع الأمنية، وتفشي هجمات بوكو حرام، مع زيادة قوة عصابات قطاع الطرق والخاطفين نذير شؤم علي الشعب النيجيري، فتعاون هذه العصابات مع بوكو حرام يجعل من نيجيريا مرتعًا للإرهاب والعمليات الإرهابية، والتي تضاعفت خلال الأعوام الماضية وسط تصعيدات من الطرفين.

وأشارت الباحثة في الشأن الأفريقي، إلى أنه رغم إعلان الجيش النيجيري عن عمليات ضد قطاع الطرق لكن خطرهم ما زال قائمًا، وبل يزداد يومًا بعد يوم ، فالحرب على جماعة بوكو حرام مع داعش على الأراضي النيجيرية قد يضعنا أمام خيار تعاون بوكو حرام مع العصابات المسلحة، وهو ما يشكل كابوسًا بنيجيريا والمؤسسات الأمنية بها، وقد يقضي على تطلعات الشعب النيجيري في الاستقرار سواء الأمني أو الاقتصادي أو السياسي.

"