انشقاق واستسلام.. «الشباب» تدخل مرحلة الأفول أمام ضربات الجيش الصومالي
باتت حركة "الشباب" الصومالية المرتبطة بتنظيم القاعدة الإرهابي بين اختيارين لا ثالث لهما، وهما الاستمرار في الاقتتال ضد قوات الأمن والجيش الصومالي، أو الانصياع لدعوات الرئيس حسن شيخ محمود بالعفو مقابل إلقاء السلاح والانخراط في المجتمع.
رعاية المنشقين
ودعا الرئيس الصومالي حسن شيخ محمود، العناصر التابعة لحركة الشباب الإرهابية، إلى ضرورة الاستفادة من العفو الرئاسي العام لنبذ العنف والتطرف والإرهاب في البلاد، مؤكدًا أن الدولة ستسعى جاهدًة إلى توفير الرعاية اللازمة للمنشقين، وخلق فرص عمل لهم.
وبحسب الوكالة الرسمية الصومالية، فإن العمليات العسكرية التي نفذها الجيش الصومالي ضد عناصر حركة الشباب، أدَّت إلى مقتل أكثر من مئتي مسلح، كما فقدت الحركة السيطرة على ما يقرب من 50 منطقة كانت تخضع لها جنوب ووسط البلاد.
وقال الرئيس حسن شيخ محمود خلال تفقده معسكر تابع للجيش الصومالي في إقليم شبيلي، إن الحكومة تعتزم الحدّ من انتشار السلاح في العاصمة مقديشو، مضيفًا أنه سيتم زيادة التدقيق الأمني على السكان، ومواكب أعضاء الحكومة الفيدرالية.
ورغم تراجع الهجمات التي تنفذها حركة الشباب، فإن تلك الحملة الأمنية من الممكن أن تتبدد، إذا لم تقترن بخطوات ملموسة من الحكومة، لترسيخ نتائجها على الأرض، بحسب مراقبين.
وتعمل الحكومة الصومالية على إقامة مراكز إعادة تأهيل المنشقين عن حركة الشباب، وإعادة انخراطهم في المجتمع الصومالي مرة أخرى.
وتتماشى تلك المراكز مع سياسة الرئيس حسن شيخ محمود في خط متوازٍ، حيث تحقق انتصارات عسكرية على الأرض ضد عناصر وقيادات الحركة، وكذلك الاستفادة من استسلام عدد من عناصر الحركة وإلقائهم للسلاح، وإعادة تأهيلهم في المجتمع مرة أخرى.
ومراكز تأهيل المنشقين هي مراكز تابعة لوزارة الأمن الداخلي، وزارة الداخلية الصومالية، تديرها منظمة الهجرة الدولية، وتتلقى تمويلها من بريطانيا وألمانيا.
"الشباب" باتت هزيلة
يقول أبو الفضل الإسناوي، الباحث في الشؤون السياسية بمركز الأهرام للدراسات السياسية والاستراتيجية بالقاهرة، إن حركة الشباب باتت هزيلة وضعيفة نتيجة العملية العسكرية التي تنفذها القوات الصومالية في جميع أنحاء البلاد.
وأكد الإسناوي، في تصريح خاص لـ«المرجع» أن حركة الشباب شهدت خلال الفترة الأخيرة خسارة عدد كبير من المسلحين، والمواقع التي كانت تسيطر عليها بشكل كبير، الأمر الذي أدى إلى ضعفها، أمام زيادة قوة الدولة في مواجهتها.
وأضاف الباحث فى الشؤون السياسية، أنه على الدولة الصومالية بقيادة الرئيس حسن شيخ محمود، استمرار المواجهة العسكرية، بالتوازى مع استمرار عمليات التنمية، وعلى الحركة الرضوخ لحالة تصحيح المسار والاستسلام، والانخراط داخل المجتمع الصومالي.





