يصدر عن مركز سيمو - باريس
ad a b
ad ad ad

«الشباب» تهدد شرق إفريقيا وسط جهود حكومية صومالية لتقويض الإرهاب

الإثنين 20/مارس/2023 - 08:14 م
المرجع
نهلة عبدالمنعم
طباعة

لا يزال الصراع قائمًا بين الجيش الصومالي، وبين حركة الشباب التابعة لتنظيم القاعدة، فبين معارك الكر والفر وما تخلفه من ضحايا تأمل الحكومة الصومالية في تطهير أراضيها من الإرهاب، بينما يسعى التنظيم لتمتين فروعه في شرق قارة إفريقيا.

ونقلت مجلة "الصومال الجديد" عن مسؤولين صوماليين في 4 مارس الجاري، تنفيذ القوات العسكرية الخاصة (دنب) والقوات التابعة لولاية جوبالاند هجمات ضد حركة الشباب في إقليم جوبا، ما أدى إلى مقتل 13 عنصرًا خطيرًا بالحركة، من بينهم القائد الميداني "أروبو محمد عمر"، وذلك إلى جانب عمليات مكثفة تدبرها القوات الصومالية في مناطق متفرقة من البلاد.

وفي محافظة هيران تمكنت القوات الصومالية بمساعدة المتعاونين من الأهالي والشركاء الدوليين من قتل 10 عناصر من حركة الشباب، من بينهم مسؤول ملف الصحة  في 28 فبراير 2023.

معارك الشباب والدولة الصومالية

تحمل التنظيمات الإرهابية أفكارًا متشددة حول الحكومة وقادة الدول باعتبارهم لا يمثلون الحكم الشرعي ولا يتبعون قائد الجماعة المتطرفة، ومن جهته يحمل تنظيم "القاعدة" عداءً مباشرًا للقوات النظامية، كما يحاول بالهجمات ضد الجيش والشرطة، الإيهام بوجود قوة له بالمنطقة، ويستغل في ذلك الترهل السياسي والصراعات التي عايشتها الدولة لسنوات.

من جهته، يرى أستاذ العلوم السياسية بجامعة فلوريدا الأمريكية، كريستوفر دانيلز في كتابه المعنون بـ«القرصنة الصومالية والإرهاب في القرن الإفريقي» أن الصراعات على السلطة، والتي بدأت مع إزاحة نظام الرئيس محمد سياد بري من الحكم في 1990، هي السبب في الحروب الأهلية والفوضى التي عايتها البلاد فيما بعد، وبالأخص مع تشدد الرئيس الراحل محمد فارح عيديد.

ويقول كريستوفر دانيلز إن التراجع السياسي بالصومال، جعله لا يتمكن من إدارة معاركه الداخلية، وتخلف عن التنمية الاقتصادية وبات أكثر عرضة للتدهور الاجتماعي، ما تسبب  في الصراعات الأهلية، ومنح الدولة مقومات التمدد الإرهابي والمتطرف.

ونتيجة تلك الفوضى تمكن تنظيم "القاعدة" من تكوين جناحه الأفريقي بالصومال، والمتمثل في جماعة الشباب التي تخدم إيران اقتصاديًّا.

ومن وجهة نظر الكاتب، ساعدت طهران تنظيم "القاعدة" للتوطن في إفريقيا، إذ أرسلت للصومال عناصر مدربة عسكريًّا في أفغانستان للتمهيد لاستقطاب المتطرفين للبلاد لخدمة أهدافها في القرن الإفريقي، ومع تبلور الإرهاب في المنطقة تنامى التنافس بين التنظيمات وحاول تنظيم "داعش" تأسيس فرع مؤثر له في شرق إفريقيا.

تعاون دولي لمواجهة إرهاب القاعدة

يحتاج الصومال إلى التعاون الدولي من أجل القضاء على الإرهاب في المنطقة، ففي فبراير 2023، أعلنت وزارة الخارجية الأمريكية مكافأة قيمتها خمسة ملايين دولار لمن يدلي بمعلومات تفيد في القبض على زعيم حركة الشباب الإرهابية علي محمد راجي، وذلك بهدف لتشجيع المواطنين على التعاون مع الجهات الحكومية لتقويض التطرف بالمنطقة.

ويضر التواجد الإرهابي بالاستثمارات في منطقة شرق إفريقيا وبالأخص الموانئ البحرية، إذ يتواجد مضيق باب المندب، كما أن قناة السويس يمر من خلالها 12% من سفن التجارة العالمية.

الكلمات المفتاحية

"