يصدر عن مركز سيمو - باريس
ad a b
ad ad ad

الضربات الأمريكية في الصومال.. بين جدوى ملاحقة «الشباب» وظهور شبح «داعش»

الخميس 12/مارس/2020 - 10:03 م
المرجع
أحمد عادل
طباعة
في إطار تواصل الضربات التي تنفذها الولايات المتحدة الأمريكية، ضد عناصر حركة الشباب الإرهابية في الصومال، بشكل يومي، أعلنت القيادة العسكرية الأمريكية في أفريقيا "أفريكوم"، الإثنين 9 مارس 2020، تمكنها من قتل قيادي كبير بالحركة التابعة لتنظيم القاعدة، يدعى بشير محمد محمود، ويلقب «بشير قرقب» الذي يشتبه تورطه في تدبير الهجوم الذي استهدف قاعدة أمريكية في جنوب شرق كينيا بداية يناير الماضي، وأدى إلى مقتل ثلاثة أمريكيين.

وتعد تلك الضربة هي العشرين للجيش الأمريكي ضد حركة الشباب منذ بداية العام الجاري 2020، بعد 64 ضربة عام 2019، و43 عام 2018.


وقال قائد قوات المشاة الأمريكية في أفريقيا الجنرال روجر كلوتير، في جلسة للبنتاجون الإثنين 9 مارس 2020، إن حركة الشباب تمثل أحد أكبر التهديدات في القارة الأفريقية، مضيفًا أنها تسعي إلى مهاجمة الولايات المتحدة، ويجب التعامل بشكل فيه أكثر جدية مع الخطر الذي تمثله الجماعة التابعة لتنظيم القاعدة.

فيما أكد وزير الدفاع، مارك إسبر، خلال الجلسة ذاتها، أن ضربات «جزّ العشب»، تأتى للحفاظ على السيطرة وضمان ألّا يزيد الخطر ويعاود الظهور.


الضربات الأمريكية
إضعاف حركة شباب

في فبراير 2020، قال المفتش العام لوزارة الدفاع الأمريكية "جلين فاين": إن مهمة "أفريكوم"، في أفق 2021 هو إضعاف حركة الشباب وتنظيم داعش في الصومال، والجماعات الإرهابية الأخرى في شرق أفريقيا، بحيث تصير عاجزة عن الإضرار بمصالح الولايات المتحدة.

وأضاف أنه رغم الضربات الأمريكية المتواصلة ودعم القوات الشريكة في منطقة القرن الأفريقي، يبدو أن حركة الشباب تمثل تهديدًا متصاعدًا، وتسعى إلى استهداف الأراضي الأمريكية.

ووفقًا للبيانات الأمريكية التي أصدرتها قوات "أفريكوم"، يتراوح عدد مسلحي حركة الشباب بين 5 و9 آلاف، وإذا تمسكت الولايات المتحدة بهذا النهج، أي القضاء على مقاتل أو اثنين يوميًّا، سيتطلب التغلب على الحركة 13 عامًا على الأقل، أي أنها ستتحول إلى «حرب بلا نهاية».



الضربات الأمريكية
بلا جدوى

كثرت التشكيكات بمدى فاعلية التحركات الأمريكية للقضاء على حركة الشباب، خاصة بعدما دأب البنتاجون بشكل شبه يومي على الإعلان عن شنّ ضربات جديدة ضد الحركة، دون أن يظهر ذلك تأثيرًا على خفض قدرة الجماعة على زعزعة أمن البلاد فيما يبدو أنه «حرب بلا جدوى» تخوضها الولايات المتحدة.

وفي حين تعتزم واشنطن تقليص حضورها في أفريقيا، لتركيز جهودها على منافسيها الإستراتيجيين -الصين وروسيا-، لا تبدو الحرب ضد حركة شباب المجاهدين معنية بهذه النية، كما أنه لدى بعض النواب الأمريكيين مخاوف من غياب نتائج ملموسة لهذه الحرب التي تتم عبر الطائرات المسيّرة ومجموعة صغيرة من قوات النخبة في الميدان.

وعند سؤاله نهاية يناير حول الضربات شبه اليومية التي تبدو بلا جدوى، دافع قائد  «أفريكوم» الجنرال «ستيفن تاونسند» عن الإستراتيجية الأمريكية، وقال «لا أظن أنها عقيمة»، مضيفًا: «نسعى لخفض قدراتهم».

وقالت «كاثرين بيستمان» الباحثة في معهد واتسون إن التدخلات العسكرية في الصومال لم تحسن الوضع، بل عززت سيطرة الشباب على السكان. 

ويذكر أن القوات الأمريكية، تتمركز في قاعدة بلي دوجلي الجوية الصومالية الواقعة في إقليم شبيلي السفلي المجاور للعاصمة مقديشو، وتنطلق من تلك القاعدة الطائرات الأمريكية من دون طيار؛ لضرب مواقع حركة الشباب وسط وجنوب البلاد. 

كما تتواجد في قاعدة صغيرة بمطار كسمايو، والتي تبعد نحو 500 جنوب العاصمة الصومالية مقديشو، ويوجد في القاعدة نحو 40 عسكريًّا أمريكيًّا، يقومون بتشغيل الطائرات بدون طيار، وكذلك في مجمع حلني بمقديشو، والذي يضم القاعدة الرئيسية لقوة بعثة الاتحاد الأفريقي.


الضربات الأمريكية
خطر «داعش»

يرى ناصر مأمون عيسى، الباحث في الشأن الأفريقي، أن قرار الرئيس الأمريكي دونالد ترامب بسحب القوات الأمريكية الموجودة في أفريقيا، لا يشمل منطقة القرن الأفريقي، لأنه يرى أن تهديدات تنظيم القاعدة في الوقت الراهن كبيرة للغاية، ولذا عمل على اتباع مبدأ الضربات الاستباقية، ضد عناصر حركة الشباب .

وأكد، في تصريح لـ«المرجع»، أن الضربات الاستباقية، في الفترة الأخيرة، لم تحقق النجاح المأمول من القوات الأمريكية، الموجودة في تلك المنطقة، خاصة أن عدد مسلحي حركة الشباب بحسب التقديرات يبلغ "5000" عنصر، أي أن تلك الضربات لن تؤتي بثمارها ولن تكون مجدية بالشكل المطلوب.

وأضاف الباحث في الشأن الأفريقي، أن هناك خطرًا آخر، لا تراه الإدارة الأمريكية حتي الآن، وهو عناصر تنظيم داعش الإرهابي في الصومال، التى أصبحت أكثر في الفترة الحالية مقارنةً بسابقيها، مشيرًا إلي أن زيادة أعداد تلك العناصر، سيدفعهم للقيام بعمليات إرهابية ضد المدنيين والعسكريين سواء من القوات المحلية أو الإقليمية الموجودة في تلك المنطقة.
"