يصدر عن مركز سيمو - باريس
ad a b
ad ad ad

خطوات نحو الاعتراف الدولي.. تداعيات تسليم سفارتي أفغانستان في إيران وتركيا إلى طالبان

الأحد 05/مارس/2023 - 04:39 م
المرجع
محمد يسري
طباعة

في خطوة مفاجئة، أعلنت السلطات الإيرانية، بشكل رسمي الإثنين 27 نوفمبر 2023م، تسليم السفارة الأفغانية في طهران إلى ممثلي حكومة تسيير الأعمال التابعة لحركة طالبان أفغانستان، وبعدها بساعات أعلن ذاكر جلالي مستشار وزير خارجية "طالبان" عن إجراء مماثل في تركيا، ما يثير التساؤلات حول الجديد في سعي الحركة نحو الاعتراف الدولي.

خطوات نحو الاعتراف
الحرص على الاعتراف

تحرص حركة طالبان الأفغانية منذ استيلائها على السلطة، وسيطرتها على العاصمة كابول في منتصف أغسطس 2021م للحصول على أدنى اعتراف دولي وبصورة رسمية بها كممثلة للشعب الأفغاني، بدأت بمخاطبات متعددة للأمم المتحدة بعد سيطرتها على كابول مباشرة، لكنَّها قوبلت بالتأجيل أو شبه الرفض لوجود موانع منها التنازع على تمثيل البلاد مع ممثلي حكومة الرئيس أشرف غني السابقة.

ولجأت حركة "طالبان" إلى مخاطبة الدول الإسلامية التي تتوسم فيها قبول الضغط العاطفي باعتبار أن أفغانستان دولة إسلامية، وأنَّ من حق الشعب الأفغاني الحصول على اعتراف من الدول الإسلامية بحكومة الأمر الواقع التابعة لحركة طالبان.

وفي الوقت نفسه استغلت "طالبان" الوضع الإنساني المتردي في البلاد للحصول على هذا الاعتراف وإن كان بشكل جزئي في صورة دعم المؤسسات الإغاثية والإنسانية الدولية لها، بإرسال مندوبين إلى أفغانستان، كخطوة قد تمهّد الطريق إلى الحصول على الاعتراف الأممي.

الاعتراف الإيراني والتركي

ربما كان لقبول السلطات الإيرانية تسليم السفارة الأفغانية إلى ممثلي حركة طالبان خطوة تمهيدية نحو الاعتراف الرسمي بحكومة طالبان كممثلة للشعب الأفغاني.

وقد أعلن ذاكر جلالي، مستشار وزير خارجية طالبان، أن سبعة دبلوماسيين من الحركة غادروا مطار كابل صباح الاثنين 27 نوفمبر، متوجهين إلى العاصمة الإيرانية طهران.

وبرر جلالي في تغريدة نشرها عبر صفحته موقع التواصل الاجتماعي "تويتر" اتخاذ وزارة خارجية طالبان هذا القرار، بأنه حتى لا يكون هناك تأخير في عمل هذه السفارة، ما يشير إلى أن الحركة تتحدث عن سياسة فرض الأمر الواقع، وأن الوضع يستلزم خطوات مماثلة من دول أخرى، مثلما فعلت إيران.

وتداول نشطاء على مواقع التواصل الاجتماعي صورًا من عملية تسليم السفارة الأفغانية في طهران إلى ممثلي الحركة، خلال إزالة صور لأحمد شاه مسعود، من فوق جدران السفارة، وهو أحد أمراء الحرب في أفغانستان.

وبعد تلك التغريدة بأقل من ثلاث ساعات، نشر ذاكر جلالي مستشار وزير خارجية طالبان، أيضًا تغريدة مماثلة عن قرار مماثل اتخذته السلطات التركية في اليوم ذاته، قال فيها: "بعد طهران، القنصلية في إسطنبول هي أيضًا تحت سيطرة طالبان"، مضيفًا أنه أنه تمَّ تسليم المبنى للدبلوماسي الذي أرسلته وزارة الخارجية في حكومة طالبان إلى تركيا.

وأشار جلالى إلى الدبلوماسيين الأفغان التابعين للحركة حاليًّا، يمكنهم تقديم خدماتهم لأبناء وطنهم في تركيا التي تستضيف آلاف الأفغان.
خطوات نحو الاعتراف
حلم طالبان

يعلق الباحث في الشؤون الآسيوية، الدكتور محمد السيد على تلك الخطوات، في تصريحات خاصة لـ"المرجع" بأنها "حلم حركة طالبان" منذ سيطرتها على العاصمة كابل، حتى تتمكن من فرض سيطرتها بشكل كامل ورسمي على البلاد، وهو ما يُمكنها من عقد الاتفاقيات والحصول المباشر على المعونات والمساعدات الدولية، إضافة إلى تأسيس جيش نظامي تحت سيطرة الحركة، ويمكنها من عقد الصفقات العسكرية واستيراد السلاح اللازم لحمايتها بشكل رسمي.

وأضاف أن تلك الإجراءات المفاجئة، في توقيتها، قد يتبعها خطوات أخرى مع البلدان المتعاطفة مع حركة طالبان، أو التي تتعامل معها بصورة غير مباشرة حتى الآن.

الكلمات المفتاحية

"