يصدر عن مركز سيمو - باريس
ad a b
ad ad ad

«الأحرار».. جماعة إرهابية منشقة عن «طالبان» وأشد عنفًا من الحركة

الأربعاء 29/مارس/2023 - 04:19 م
طالبان
طالبان
مصطفى محمد
طباعة

تُعَدّ جماعة الأحرار، أحد الفصائل المنشقة عن حركة «تحريك طالبان» الباكستانية، وتنشط على الحدود مع الجارة الأفغانية، وتُعَدّ أكثر عنفًا من الحركة، إذ شنَّت المئات من العمليات في الداخل الباكستاني، إذ تُعِدّ نفسها أنها حركة طالبان الحقيقية، وصُنِّفت من قبل الولايات المتحدة كمنظمة إرهابية.

جماعة الأحرار
تم تأسيس الجماعة من قبل «عبد المولى» الملقب بـ«قاسم عمر خراساني»، في أغسطس 2014، الذي قتل بانفجار قنبلة زرعت على جانب طريق في إقليم باكتيكا بشرق أفغانستان، في أغسطس 2022، حيث أعلنت قيادات إرهابية بارزة بزعامة قاسم عمر خراساني انشقاقها عن حركة طالبان باكستان، وتشكيل فصيل مسلح بأهداف ومنطلقات أيديولوجية أكثر تصلبًا، ووعدت الجماعة حينها بإعطاء دفعة قوية لما أسمته "الجهاد".

وشكّلت الجماعة مجلس شورى يضم قيادات كانت بارزة في حركة طالبان باكستان، ومن بين هذه القيادات خالد خراساني، وإحسان الله إحسان الله، ومفتي مصباح، وقاري شكيل والمولوي ياسين، ومعظم هؤلاء كانوا قادة معروفين في حركة طالبان.


وباتت جماعة الأحرار تعتبر نفسها طالبان الحقيقية، وتؤكد رفض استراتيجية المفاوضات مع الحكومة التي انتهجتها طالبان باكستان منذ العام 2014.


وتشترك جماعة الأحرار مع طالبان باكستان وطالبان الأم في أفغانستان في تبني ما يُسمى "الفكر السلفي الجهادي" ورفض الحاكمية لغير الله والكفر بالديمقراطية، على حد اعتقادهم، لكن الجماعة تعتبر أكثر تصلبًا من حركة طالبان باكستان، ومن طالبان أفغانستان، وقد أعلنت الحرب على الدول غير المسلمة، وأكدت بياناتها أنه لا بديل عن تطبيق الشريعة الإسلامية، من منظورهم.


يهدف حسب معتقداته إلى تطبيق الشريعة الإسلامية في باكستان والعالم، ويتبنى من حين لآخر هجمات دامية ضد الأقليات الدينية والمسؤولين والمؤسسات الحكومية.


وبحسب برنامج «مكافآت من أجل العدالة» الأمريكي، صنّفت الجماعة كمنظمة إرهابية أجنبية من قبل الولايات المتحدة الأمريكية.


وفي أغسطس 2016، صنَّفت وزارة الخارجية الأمريكية جماعة الأحرار بشكل خاص ككيان إرهابي عالمي بموجب الأمر التنفيذي رقم 13224، بصيغته المعدلة، ونتيجة لهذا التصنيف، تم حظر جميع ممتلكات الجماعة الإرهابية، والفوائد العائدة عليها التي تخضع للولاية القضائية الأمريكية، وتم منع الأمريكيين بوجه عام من إجراء أي معاملات مع جماعة الأحرار.


إرهاب الجماعة


تنشط جماعة الأحرار على الحدود بين باكستان وأفغانستان، وقد تبنت العديد من الهجمات الدامية.


شنّت «جماعة الأحرار» الباكستانية، سلسلة من الهجمات في الداخل الباكستاني، إذ استهدفت في عملياتها أفرادًا مدنيين، وأقليات دينية، وأفرادًا عسكريين، وقوات إنفاذ القانون.


ففي نوفمبر 2014 فجر شخص نفسه في أبرز معبر حدودي بين باكستان والهند، ما خلف 55 قتيلًا، وتبنت جماعة الأحرار العملية.


وفي أغسطس 2015، أعلنت جماعة الأحرار مسؤوليتها عن عملية التفجير الانتحارية التي وقعت في بنجاب بباكستان، وأسفرت عن مقتل وزير الداخلية البنجابي شجاع خنزاده و18 فردًا من عناصر الدعم التابعين له.


وفي سبتمبر 2015 هاجمت جماعة الأحرار مكاتب هيئة إدارة الهوية في بلدة ماردان شمال غرب البلاد، ما أدى لمقتل 21 شخصًا وإصابة 63 بجروح.


وكانت جماعة الأحرار مسؤولة عن مقتل موظفين باكستانيين يعملان لدى القنصلية الأمريكية في بيشاور في بداية مارس 2016، وفي أواخر الشهر ذاته، نفذت الجماعة هجومًا انتحاريًّا في متنزه جولشان - إقبال الترفيهي في لاهور بباكستان، أسفر عن مقتل أكثر من 70 شخصًا- تمثل النساء والأطفال نصفهم تقريبًا- وإصابة مئات آخرين.


وقبل مقتل «عمر خالد الخراساني» زعيم الجماعة الإرهابية، قدّم برنامج مكافآت من أجل العدالة مكافأة تصل إلى 3 ملايين دولار أمريكي مقابل الإدلاء بمعلومة عن عبد الولي، المعروف أيضًا باسم عمر خالد الخراساني.


في المقابل، أكد «حذيفة فريد»، المحلل الاستراتيجي والباحث في الشأن الباكستاني، أن الجماعة المنشقة عن الحركة الباكستانية تُعد أكثر عنفًا وإرهابًا من الحركة، إذ يعود إليها معظم العمليات التي تُنفذ داخل الأراضي الباكستانية.


وأوضح الباحث في الشأن الباكستاني، في تصريحات خاصة لـ«المرجع»، أن الجماعة المنشقة عن «تحريك طالبان»، صُنّفت في الماضي فور تنفيذًا وتبنيها العمليات الإرهابية في الداخل الباكستاني، في القائمة السوداء لبرنامج «مكافآت من أجل العدالة الأمريكي» لمكافحة الإرهاب، وتم تصنيفها كمنظمة إرهابية أجنبية من قبل الولايات المتحدة الأمريكية.


مشيرًا إلى أن الجماعة أصدرت منذ يومين بيانًا تُهاجم قيادة حركة طالبان باكستان، واتهمتها بالتسبب في مقتل قادتها، متعهدة بالانتقام، لافتًا إلى أن مطالبة الجماعة الإرهابية لأفغانستان بحمايتها أو عدم الوقوف في وجهها إن بدأت عملياتها، بأن هذا لن يحدث في ظل عودة العلاقات من جديد بين البلدين.

"