إغلاق «تورخام» يشعل فتيل التوتر بين «طالبان» وباكستان
رغم قرار حركة طالبان إعادة فتح معبر تورخام الحدودي مع باكستان، الخميس 23 فبراير الجاري، وهو الأمر الذي سمح بدخول شاحنات الغذاء لأفغانستان، إلا أن الأحداث التي سبقت إعادة فتح المعبر أثارت الكثير من التساؤلات حول طبيعة العلاقات بين الجانبين، إذ تبادلت "طالبان" إطلاق النار مع القوات الباكستانية على الحدود، غداة إغلاق طالبان المعبر، كما اتهمت «طالبان»، سلطات إسلام آباد بخرق الاتفاق المبرم بشأن علاج المرضى، وأغلقت بوابة معبر تورخام أمام حركة المرور.
إغلاق المعبر الحدودي
الأحد 19 فبراير، أعلن المفوّض الأفغاني لمعبر «تورخام» الحدودي، «محمد صادق خالد»، أن المعبر أُغلق بأمر من مسؤولين في كابول، بعد شكاوى تفيد بأن باكستان لا تفي بوعودها، حيث رفضت السلطات الباكستانية إدخال المسافرين بموجب إجراء جديد يفرض على مرافقي المرضى تقديم مستندات معينة.
وندّد المتحدث باسم وزارة الخارجية في حكومة طالبان، «عبد القهار بلخي»، في بيان له، بتصريحات أدلى بها وزير الخارجية الباكستاني «بيلاوال بوتو زرداري»، في ألمانيا، والتي أشار فيها إلى أنّ جماعات إرهابية تنشط في أفغانستان، قائلًا: «نوصي باكستان بمناقشة المسائل الثنائية على انفراد مع الحكومة الأفغانية، بدلاً من التذمر في المؤتمرات الدولية».
على الجانب الآخر، قال مدير إدارة الإعلام في ولاية ننجرهار شرقي أفغانستان، «صديق الله قرشي»، إن الجانبين الأفغاني والباكستاني يتواصلان لإيجاد حل لمشكلة معبر «تورخام» بين البلدين، مؤكدًا أن السلطات الأفغانية، أغلقت المعبر القريب من ممر «خيبر» أمام حركة المسافرين والبضائع، موضحًا أن الجانب الباكستاني لم يلتزم بالوعود التي قطعها بشأن تسهيل العبور وحركة المرضى والمسافرين.
الحكومة الأفغانية المشكلة من قبل حركة «طالبان» الحاكمة، أعلنت عقب عودة الهدوء بين الجانبين الباكستاني والأفغاني، الأربعاء 22 فبراير الجاري، أن كابل لن تشكل أي خطر أو تهديد من جديد ضد أي دولة وعلى رأسهم الجارة الباكستانية.
محاولات للتهدئة
يؤكد حذيفة فريد، المحلل الإستراتيجي والباحث في الشأن الباكستاني، أنه منذ وصول الحركة الأفغانية، إلى مقاليد الحكم، شهدت باكستان زيادة مطردة في أعمال العنف، خصوصًا في المناطق الواقعة على الحدود مع أفغانستان.
ولفت في تصريحات خاصة لـ«المرجع»، إلى أنه يجب على الجانبين وتحديدًا الأفغاني، أن يتواصلا لمحاولة إيجاد حل للأزمة الحالية حول إغلاق المعبر الحدودي، والقضايا الحدودية بين البلدين التي يبلغ طولها 2600 كيلومتر، والتي لطالما كانت محل خلاف بين البلدين على مدار عقود مضت.
وأوضح الباحث في الشأن الباكستاني، أنه على الرغم من سنوات الهدوء النسبي الذي شهدته باكستان، عادت الاعتداءات مجددًا لا سيما من قبل حركة «طالبان باكستان» وتنظيم ما يسمى بـ«داعش خراسان» من الناحية الحدودية، مشيرًا إلى ضرورة عودة العلاقات لطبيعتها لوقف النزيف الإرهابي، لافتًا إلى أن وزير الدفاع الباكستاني «خاجة ٱصف» وبرفقته مدير المخابرات الباكستانية الجنرال «نديم أنجم»، وصل إلى العاصمة الأفغانية كابول للاجتماع مع قيادة حكومة "طالبان"، لتهدئة الأوضاع بين الجارتين، وعودة العلاقات لطبيعتها بين البلدين من جديد.





