ad a b
ad ad ad

في ظل حذر من عمليات «بوكو حرام».. رئاسيات نيجيريا على صفيح ساخن

الأحد 26/فبراير/2023 - 05:36 م
المرجع
أحمد عادل
طباعة

تُقام في الخامس والعشرين من فبراير الجاري الانتخابات الرئاسية في نيجيريا، وسط حالة من الترقب والقلق الشعبي، من أعمال عنف وشغب أو عمليات إرهابية ضد المقترعين في المقرّات الانتخابية.

وتعاني نيجيريا انعدام الأمن، بسبب الجماعات الإرهابية، خاصًة جماعة "بوكو حرام"، والبطالة المنتشرة، والفساد المستمر، والركود الاقتصادي.


ثلاثة في وجه العنف


ومن بين 18 مرشحًا للانتخابات الرئاسية في نيجيريا، هناك بعض المرشحين الأقرب للحصول على منصب الرئيس خلفًا للرئيس الحالي المنتهية ولايته محمد بخاري، تجمعهم صفات التنقل ما بين الأحزاب والخبرة السابقة في العمل السياسي.


وتُعد الأزمة الأمنية التي تعيش فيها نيجيريا أحد أهم قضايا الحملة الانتخابية للرئيس المرتقب، وهي التي تبدو متقاربة للغاية بين ثلاثة مرشّحين، هم بولا تينوبو الذي ينتمي إلى الحزب الحاكم "مؤتمر كل التقدميين"، وعتيق أبوبكر الذي ينتمي إلى "حزب الشعوب الديمقراطي" أكبر تشكيلات المعارضة، أما الثالث فهو بيتر أوبي الذي يُنظر إليه على أنه حديث العهد على الساحة السياسية ومرشّح الشباب، وقد وعد الثلاثة بوضع حدّ للعنف المتزايد في البلاد.

جملة من التحديات


يقول ناصر مأمون عيسي، الباحث في الشأن الإفريقي، إن انتخابات 2023 التي تجري خلال أيام، ويصعب التكهن بنتيجتها، تأتي مُحَمَّلَة بالكثير من عوامل، منها انعدام المرور الآمن، فبعد مرور ثمانية أعوام من حكم رئيس مسلم من الشمال، كان المفترض أن يحلَّ الدور على مسيحي جنوبي، وهنا تبرز أولى التحديات، إذ إن حزب الشعب الديمقراطي الذي كان رائدًا لاتفاق 1998 لتناوب السلطة بين الأقاليم والأديان، اختار مرشحًا مسلمًا من الشمال ليحل محل الجنرال محمد بخاري الذي ينتمي إلى نفس الإقليم والعقيدة، وحتى حزب مؤتمر الجميع التقدميين الحاكم هو الآخر اختار مرشحًا رغم كونه من الجنوب إلا أنه مسلم وليس مسيحيًّا كما ينص الاتفاق.


وأكد "ناصر" في تصريح خاص لـ«المرجع»، أن الانتخابات المقبلة تضع نقطة النهاية لاتفاق 1998، ومن ناحية أخرى ورغم كون المرشحين الأبرز والأوفر حظًّا اللذين دفع بهما الحزبان مدنيان فإن ذلك لا يعني انعدام الصلة بينهما وبين المؤسسة العسكرية، فكلا المرشحين سواء اتيكوا أبوبكر مرشح حزب الشعب الديمقراطي، أو بولا أحمد تينوبو مرشح حزب مؤتمر الجميع التقدميين، يملكان علاقات قوية بقيادات عسكرية مازالت تملك الكثير من أدوات الدعم.


بوكو حرام في المشهد


وأضاف الباحث في الشأن الإفريقي، أن الجماعات الإرهابية المسلحة تمثل تهديدًا، فما زالت جماعة "بوكو حرام" تحاول تعطيل الانتخابات، كما فعلت سابقًا، بتوسيع نطاق عملياتها، مشيرًا إلى أن البلاد باتت بحاجة ماسة لحوار وطني شامل، لإعادة تأسيس العلاقة بين الأقاليم والعرقيات، بما يدعم الفيدرالية الحقيقية، وترسيخ الاستقلال التام للقضاء.


من جانبها، قالت نورهان شرارة، الباحثة في الشؤون الإفريقية: إن الوضع في نيجيريا يُشكِّل حاليًّا تحدٍّ كبير وصعب للدولة، بسبب توسم الشعب النيجيري في حكومة الرئيس محمد بخاري خيرًا لمواجهة عنف "بوكو حرام" والجماعات المسلحة الأخرى الموجودة في البلاد، ولذا فإن الشعب النيجيري غير متحمس للانتخابات الرئاسية.


احتجاجات شعبية محتملة


وأضافت "شرارة"، في تصريح خاص لـ«المرجع»، أن كل المعطيات السابق ذكرها، تُعطي مشاكل وأزمات أمنية بشكل كبير في البلاد، من شأنها أن يتم تعطيل إقامة الانتخابات الرئاسية، مضيفةً أن الشعب نفسه من الممكن أن يقوم باحتجاجات في أثناء وبعد الانتخابات.

وأشارت الباحثة في الشؤون الإفريقية، إلى احتمال تنفيذ جماعة "بوكو حرام" ضربات ضد المنشآت الانتخابية، هدفها زعزعة الوضع الأمني في البلاد، وكذلك إثارة أعمال عنف كبيرة من شأنها تأجيل إقامة الانتخابات.

"