ad a b
ad ad ad

«بوكو حرام».. هل يؤدى فساد الحكومات إلى زيادة توغل التنظيمات الإرهابية؟

الثلاثاء 30/يوليو/2019 - 11:27 ص
المرجع
شيماء يحيى
طباعة

مجموعة من القرويين المسالمين، كانوا عائدين من تشييع جنازة، تغشاهم رهبة الموت، وفجأة تنشق الأرض عن يد الإرهاب الآثمة، إذ فتح مقاتلون تابعون لجماعة "«بوكو حرام» الإرهابية، كانوا على متن دراجات نارية، النار عليهم صباح السبت 27 يوليو، في قرية «نغانزاي»، التي تقع على بُعد 90 كلم من مدينة «مايدوغوري»، عاصمة إقليم «بورنو» شمال شرقي نيجيريا، ليردوا 65 شخصًا قتلى.


«بوكو حرام».. هل

تعتبر «بورنو» من أكثر الولايات التى اكتوت بنار الإرهاب في نيجيريا؛ بسبب إنعدام الأمن، وحذر مسؤولو الإغاثة الإنسانية من عدم استقرار الوضع بها ومن تكرار الهجمات والاشتباكات في تلك المنطقة التى تعاني افتقارًا للمرافق الصحية؛ بسبب تدمير أغلبها نتيجة الهجمات الإرهابية لـ«بوكو حرام» الإرهابية وغيرها من الجماعات، وكذلك نقص الأغذية الحاد.

كما تمثل «بوكو حرام»، تهديدًا مستمرًا للمجتمعات شمال شرق نيجيريا، وشنت هجمات أيضًا فى تشاد والنيجر والكاميرون المجاورة.

وقال مدير الحكومة المحلية في مدينة مايدوغوري محمد بولاما إنه يعتقد أنّ سبب الهجوم الدامي هو الانتقام لمقتل 11 عنصرًا من مقاتلي «بوكو حرام» قبل أسبوعين بأيدي سكان محليين، وذلك حين اقتربوا من قريتهم واستولى السكان على 10 بنادق رشاشة.


«بوكو حرام».. هل
وقد أدان الرئيس النيجيري، محمد بخاري، بشدة اعتداء «بوكو حرام» الدموي ، وقال في بيان، إنه وجه القوات الجوية والجيش بالبدء في دوريات جوية وعمليات برية لملاحقة المهاجمين.


وفي وقت سابق، حذرت جهات دولية، من تكرار الهجمات وزيادة العنف في نيجيريا، وتزايد هجمات «بوكو حرام»؛ ما أدى إلى نزوح آلاف الأشخاص إلى مخيمات إيواء في مناطق أخرى من نيجيريا.


تلاميذ الدم

ظهرت الحركة الإرهابية الأعنف في افريقيا، مطلع عام 2000 وكانت في بادئ مجرد جماعة تأخذ ببعض دعاوى الأمر بالمعروف والنهي عن المنكر، وبمرور الوقت تحولت إلى معارضة سياسات الدولة، في ظل تفشي الفساد في نيجيريا.


وفي عام 2009 أعلنت «بوكو حرام» تمردها؛ وحمل السلاح وانتهاج منهج العنف، ومنذ ذلك الحين وحتى الآن، كانت سببًا في مقتل أكثر من 27 ألف شخص، ونزوح أكثر من 1.8 مليون مواطن نيجيري من مناطق العنف .


«بوكو حرام».. هل

وفي عام 2015 أعلنت «بوكو حرام» مبايعتها لتنظيم «داعش» الإرهابي، ووسعت نطاق عملياتها الجغرافية لتشمل دول غرب القارة السمراء المطلة على «بحيرة تشاد»، بعدما كانت مقتصرة على ولايات شمال نيجيريا المسلمة مثل «بورنو»، ففي العام ذاته شن التنظيم هجمات دموية في شمال الكاميرون، وتعددت أشكال عمليات الاختطاف التي انتهجتها الجماعة، ما دفع الأمين العام للأمم المتحدة، أنطونيو جوتيريش للإعراب عن قلقه البالغ إزاء حالات الاختطاف.


وبالرغم من أن عام 2016 شهد ردة على تلك المبايعة نتيجة خلافات تكتيكية في العمليات بين قادة التنظيم، أسفرت عن انقسام، وعزل «أبوبكر شيكاو» من زعامة الجماعة، وتعيين «أبومصعب البرناوي» قائدًا لها، لكن «شيكاو» نجح في تأسيس جماعة أخرى في المنطقة تحمل الاسم القديم لتنظيم بوكوحرام تحت اسم «جماعة أهل السنة للدعوة والجهاد».


«بوكو حرام».. هل

قرابين الفساد

يقول محمد عزالدين الباحث المختص في الشأن الأفريقي، إن اللبنة الأولى لـ«بوكو حرام» كانت تابعة فكريًا لتنظيم «داعش» الإرهابي، واعتمدت على تنظيمات إرهابية أخرى، ذات طابع فكري متشدد، وجاءت بيعة «شيكاو» للتأكيد على ارتباط «بوكو حرام» بأيديولوجية «داعش».


وأوضح الباحث أن "بوكو حرام" تعتبر من أخطر الجماعات الإرهابية النشطة في القارة السمراء، وهناك صعوبة حاليًا فى القضاء عليها؛ نظرًا لتفشي الفساد والسياسات الخاطئة للحكومات النيجيرية المتعاقبة، وكل هذه الأوضاع السيئة بيئة خصبة لمثل هذه الجماعات للتوغل ونشر أيديولوجيتها، خاصةً في ظل غياب الدولة.

الكلمات المفتاحية

"