ad a b
ad ad ad

هل يمنح الزلزال إيران قبلة الحياة في لبنان وسوريا؟

الإثنين 27/فبراير/2023 - 10:40 م
المرجع
نورا بنداري
طباعة

عقب وقوع الزلزال المدمر الذي ضرب جنوب تركيا وشمال سوريا فجر السادس من فبراير 2023؛ ونجم عنه أضرار هائلة سواء على مستوى الضحايا أو المصابين، فضلًا عن المباني السكنية؛ هرعت دول العالم والمنظمات الإنسانية والدولية المعنية لتقديم مساعدات إلى شعبي البلدين المنكوبين؛ إلا أن هناك من كان يتربص بتلك الأحداث المتوالية، لتنفيذ أجندته الإرهابية، تحت ستار المساعدات الإنسانية.


وجاءت إيران ووكلاؤها بالمنطقة على قائمة هؤلاء، إذ كشفت وسائل إعلام أمريكية أن طهران تستعد لإرسال أسلحة إلى حزب الله اللبناني المدعوم منها، عن طريق سوريا، تحت ستار المساعدات الإنسانية للشعب السوري.

إسماعيل قاني
إسماعيل قاني

مخاوف أمريكية


يأتي هذا في ظل تقرير نشره موقع "فوكس نيوز" الأمريكي في العاشر من فبراير الجاري، أكد فيه أن عددًا من المسؤولين الأمريكيين لديهم تخوفات من إرسال طهران أسلحة لذراعها اللبناني الذي يستعد لتقوية جبهاته العسكرية حتى يتمكن من الحصول على نقاط قوة في الانتخابات البلدية المقررة في مايو المقبل مع استمرار عملية "الشغور الرئاسي" في لبنان.


وكشف الموقع الإخباري الأمريكي عن مساعي حزب الله لجمع المال والسلاح بأي طريقة كانت، وفي اليوم ذاته، نقلت وسائل إعلام عن مسؤول إسرائيلي (لم تسمه) أن إيران تستغل الأوضاع المأساوية في الأراضي السورية والتي تفاقمت بعد الزلزال، وستشحن أسلحة للحزب اللبناني وبعض وكلائها بسوريا.


يأتي هذا بالتزامن مع زيارة لقائد فيلق القدس التابع للحرس الثوري الإيراني إسماعيل قاني إلى العاصمة السورية حلب، ومحافظة اللاذقية السورية في 12 فبراير الجاري، للاطلاع على آثار الزلزال والإشراف على المساعدات التي قال إن بلاده أرسلتها إلى المناطق المنكوبة في سوريا.


كما نشر ناشطون مقطع فيديو على موقع التواصل الاجتماعي "تويتر"، قيل إنه لميليشيا إيرانية في العراق وهي في طريقها لإرسال مساعدات لضحايا زلزال سوريا، وهو ما أثار الشكوك بما تحمله تلك المساعدات، الأمر الذي قد يثبت صحة ما تداولته وسائل الإعلام الأمريكية.

أسامة الهتيمي
أسامة الهتيمي

الصراع المستمر


يوضح «أسامة الهتيمي»، الباحث المختص في الشأن الإيراني، أن هذا يُعد شكلًا من أشكال الصراع الدائر بين إيران وإسرائيل الذي يتصاعد حينًا، حيث يصل إلى توجيه هجمات وضربات عسكرية إسرائيلية إلى أهداف إيرانية، ويخفت منحصرًا في تصريحات متبادلة حينًا آخر، ومن ثم فإن إسرائيل لن تتردد في أن تحذر من استغلال إيران لأي حدث أو ظرف يمنحها فرصة مواصلة دعمها العسكري لأذرعها في سوريا، خاصة «حزب الله» اللبناني الذي كان ولم يزل الذراع الأقوى والأطول لإيران في المنطقة.


ولفت «الهتيمي» في تصريح خاص لـ«المرجع» إلى أنه لا يمكن استبعاد محاولات إيران استغلال هذه الكارثة الإنسانية التي حلت بسوريا، فبطبيعة الحال تتجه أنظار العالم كله إلى كيفية دعم السوريين والتضامن معهم الأمر الذي يتجاوز حدّ التركيز على رغبة بعض الأطراف في استغلال الكارثة، ما يعني أن يكون لدى إيران مساحة خفية للتحرك بشكل مزدوج "إنساني وعسكري" حيث تقل الرقابة المعهودة فضلًا عن أن أية ردة فعل إسرائيلية ستلقى رفضًا وإدانة في الوقت الحالي، خاصة لو لم تمتلك إسرائيل أدلة قوية على الاستغلال الإيراني للحدث.

الدكتور مسعود إبراهيم
الدكتور مسعود إبراهيم حسن

استغلال المشهد


من جهته، قال الدكتور مسعود إبراهيم حسن، الباحث المختص في الشأن الإيراني،  في تصريح خاص لـ«المرجع»، إن وجود معلومات عن هبوط طائرات إيرانية في مطارات سورية مختلفة تحت مزاعم تقديم مساعدات إنسانية، ووجود معلومات في الوقت ذاته عن استغلال إيران المساعدات الإنسانية لمصالحها وأهداف أذرعها، يُعد أمرًا متوقعًا، خاصة أن الزلزال جاء فرصة لنظام الملالي لتنفيذ مخططه داخل الأراضي السورية، إذ إن الفترة الماضية كشفت عن محاولات إيران استغلال المشهد السوري بعد سحب روسيا لعدد من قواتها في سوريا جراء حربها مع أوكرانيا، وقيامها بإحلال القوات التابعة لها محل القوات الروسية.


الكلمات المفتاحية

"