ad a b
ad ad ad

احتكار السلطة.. انشقاق جديد في طالبان بعد هجوم حقاني على الحركة

الخميس 16/فبراير/2023 - 04:59 م
المرجع
محمد يسري
طباعة

يعتقد الكثيرون أن حركة طالبان على قلب رجل واحد، وأن أي قرارات تتخذها الحركة تحظى بإجماع القيادات العليا للحركة، لكن الوضع مختلف على أرض الواقع، إذا تمتد الخلافات التي تحاول الحركة إخفاءها عن الأنظار إلى ما قبل استيلاء الحركة على السلطة في أغسطس 2021م، بل وأثناء مفاوضات الدوحة، وكشف الاجتماع الأخير الذي عقده سراج حقاني وزير الداخلية في حكومة طالبان المؤقتة، أن ما يدور في الخفاء قد يظهر إلى العلن في أي وقت.


اجتماع خوست


ألقى سراج حقاني وزير الداخلية في حكومة طالبان كلمة في اجتماع حضره في مدينة خواست الأفغانية، الجمعة 10 فبراير الجاري، هاجم فيها قيادات الحركة، واتهمهم باحتكار السلطة، وممارسة التضييق على الشعب الأفغاني.


وقال حقاني في كلمته: «إن احتكار السلطة وفرض وجهات النظر على الناس ليس من مصلحة طالبان» مشيرًا إلى أن ذلك سيجعل الناس ينفرون عن طالبان وينفضون من حولها، وهو أمر ليس في صالح الحركة.


ونقل مقربون من الحركة على وسائل التواصل الاجتماعي تفاصيل أخرى من الاجتماع، تظهر أن هناك خلافات خفية لم تظهر على السطح حتى الآن داخل حكومة طالبان قد تؤدي إلى انشقاقات داخل الحركة، وأن سراج حقاني هاجم زعيم الحركة نفسه مما أثار غضب الكثير من القيادات.


وحاول حقاني خلال كلمته أن يظهر أنه حريص على مستقبل الحركة وحكومتها، وأن يظهر أن انتقاداته لا تعدو كونها مجرد نصائح محب من الداخل، وقال إن طالبان متمسكة بالتزاماتها تجاه العالم وقد أثبتت ذلك عمليًا. مشيرًا إلى أن الحركة تريد "التفاعل المشروع مع العالم من أجل الشعب الأفغاني.


ردود على الكلمة


ودفعت تصريحات سراج حقاني التي يبدو أنها لم تشكل صدمة للحركة، ذبيح الله مجاهد المتحدث باسم طالبان، إلى الدفاع عن الحركة، وأشار في اجتماع عقده في العاصمة الأفغانية كابول الأحد 21 فبراير الجاري أشار فيه إلى أن هناك انتقادات نالت من أمير طالبان من جهة لم يسمها في إشارة إلى سراج حقاني وزير الداخلية، وأضاف ذبيح الله أنه لا ينبغي على أمير الحركة تجاهلها.


وقال مجاهد: «إذا انتقد شخص أميرًا أو وزيرًا أو نائبًا، فإن الأخلاق الإسلامية تقضي بعدم إهانته وألا تكون هكذا في العلن، وأمام عامة الناس، بل ينبغي نقل النقد إليه بطريقة آمنة ومأمونة حتى لا يسمعها أحد غيره».

 

 وأضاف أنه إذا كانت هناك انتقادات فلا بد من الرد عليها دون حبس الناقد أو معاقبته، موضحًا أن السلطة الرئيسية لاتخاذ القرار لطالبان موجودة في قندهار، والقرار النهائي يُتخذ من قبل هبة الله أخوندزاده، زعيم طالبان.


انتقد دائمًا فرع حقاني بزعامة سراج الدين حقاني صاحب السلطة العليا، اكتناز السلطة.


سراج الدين والقاعدة


يذكر أن سراج الدين حقاني هو خليفة مؤسس شبكة حقاني والده جلال الدين، الجناح الأكثر تشددًا في الحركة، وكانت هناك علاقات وطيدة بينه وبين زعيم تنظيم القاعدة السابق أيمن الظواهري الذي قتل في غارة جوية أمريكية بطائرة مسيرة، داخل إحدى البنايات التابعة لسراج حقاني في قلب العاصمة الأفغانية كابول نهاية يوليو 2022م، الأمر الذي وضع الحركة في موقف حرج أمام الولايات المتحدة، أوضح عدم التزامها ببنود اتفاق الدوحة، ومن ناحية أخرى كشف وجود خلافات غير مرئية داخل حركة طالبان.

"