يصدر عن مركز سيمو - باريس
ad a b
ad ad ad

بعد تفعيل اتفاق واشنطن مع «طالبان».. الانشقاقات تضرب الحركة الأفغانية

الخميس 13/مايو/2021 - 06:39 م
المرجع
مصطفى كامل
طباعة
عقب تفعيل اتفاق «واشنطن-طالبان»، الذي تم إبرامه في العاصمة القطرية الدوحة في فبراير 2020، بدأت عناصر من طالبان رافضين للتقارب بين الجانبين في الانشقاق عن الحركة والانضمام إلى تنظيم «داعش» خراسان.

ورغم أن الاتفاق، بين الولايات المتحدة والقيادات الطالبانية، غير نهائي، لكن الثقة انعدمت تقريبًا بين التيار الرئيس في الحركة وأعضائها، لأنه من غير الواضح ما إذا كانت طالبان جادة بخصوص التعامل مع الأمريكيين؛ وعلى استعداد للصدام بقوة مع العناصر الإرهابية في الداخل والخارج.

انشقاقات داخل طالبان 

اتجه بعض أعضاء عناصر حركة طالبان خلال الفترة الأخيرة تجاه تنظيم داعش فيما يعرف بـ«داعش خراسان» في المناطق الشرقية والشمالية الشرقية، حيث تجاهلت قطاعات كبيرة من عناصر حركة طالبان، قبل سنوات، قرار مكافحة داعش خراسان، وساهم هذا الأمر بشكل كبير في توقيع اتفاقيات تعاون بين «شبكة حقاني» و«داعش خراسان»، في مختلف المجالات، مثل تنفيذ عمليات إرهابية في العاصمة الأفغانية كابول. 

وتدرك حركة طالبان أن الحرب ضد العناصر الغاضبة في قالب «داعش خراسان» ستكون أولوية بالنسبة للحركة بعد الاتفاق مع الولايات المتحدة الأمريكية. 

وبالتزامن مع انطلاق مفاوضات السلام الأفغانية، تبنى «داعش خراسان» والفصائل الموالية- وهي تشكيل إرهابي سري دون قواعد ثابتة، ينشط اعتمادًا على مصادر مالية وعسكرية ضئيلة- إستراتيجية البقاء.

وتتخوف الحركة الأفغانية حيال تشكل ميليشيات داعشية جديدة من العناصر الغاضبة، لاسيما في الشمال، حيث طردت الحركة مرارًا بعض العناصر على خلفية التعاون مع تنظيم داعش.

الاتفاق المشترك 

وأعلن مسؤولون أمريكيون وأفغان أن الولايات المتحدة وحلفاءها في حلف الناتو سيسحبون قواتهم من أفغانستان خلال 14 شهرًا، في حال إيفاء حركة طالبان بالتزاماتها بموجب اتفاق تم توقيعه في العاصمة القطرية الدوحة نهاية فبراير 2020. 

وينص الاتفاق الموقع في الدوحة ولم تصادق عليه حكومة كابول التي لم تشارك في المفاوضات، على أن تسحب الولايات المتحدة كل قواتها من أفغانستان بحلول مايو 2021 مقابل تعهد طالبان بعدم السماح لمجموعات إرهابية بالعمل من المناطق التي تسيطر عليها.

وأبلغت حكومة الرئيس الأمريكي جو بايدن السلطات الأفغانية برغبتها في مراجعة الاتفاق الموقع في فبراير 2020، بين واشنطن وحركة طالبان، خصوصا بهدف "تقييم" احترام الحركة لتعهداتها. 

وفي المقابل، أكدت طالبان أنها ما زالت مصممة على الوفاء بالتزاماتها بموجب الاتفاق، حيث عبرت إدارة  بايدن عن نيتها مراجعة الاتفاق الموقع بين واشنطن وحركة طالبان، إذ أكدت إيميلي هورن المتحدثة باسم مستشار الأمن القومي الأمريكي جيك سوليفان، في بيان إن سوليفان اتصل بنظيره الأفغاني حمد الله مهيب و"أبلغه بوضوح" بنيته "مراجعة" الاتفاق.

"