تأثيرات عزل إلهان عمر على إخوان أمريكا
"تأتي الرياح بما لا تشتهي السفن"، ينطبق هذا المثل على جماعة الإخوان في الولايات المتحدة، عقب قرار إقالة النائبة "إلهان عمر" من الكونجرس الأمريكي، إذ كانت تُعد أحد أهم الأذرع الدعائية للجماعة في الداخل الأمريكي.
لعبت عمر على كافة الأوتار السياسية المتناقضة، لخدمة جماعة الإخوان على مدار السنوات الماضية، ما يؤكد المأزق الكبير الذي تعيش فيه الجماعة الآن عقب الإطاحة بإلهان.
الخميس الثاني من فبراير الجاري، وافق 218 نائبًا من داخل الكونجرس الأمريكي، على عزل إلهان عمر من لجنة الشؤون الخارجية، على خلفية تصريحات أدلت بها عام 2019، أكدت فيها أنها معادية لإسرائيل.
وعقب قرار عزلها، اتجهت عمر لاستخدام أسلوب دعائي يعتمد على المظلومية، وقالت في كلمة لها أعقبت القرار: "إنها كانت مستهدفة من قبل الجمهوريين كونها مسلمة وذات أصول إفريقية، وأن القرار لن يسكتها".
ترويج الإخوان لعزلها
ومنذ الإعلان عن قرار عزلها اشتعلت منصات وقنوات الإخوان، من أجل انتقاد قرار الكونجرس، والسير على نهج المظلومية/ كونها سمراء إفريقية مسلمة.
كما روجت تلك المنصات لفكرة الانتقام من سيدة تبنت قضايا المسلمين في الولايات المتحدة الأمريكية، كونها تدافع عن القضية الفلسطينية، متجاهلين تمامًا أن إلهان عمر كانت تنوي زيارة إسرائيل.
وكانت إلهان عمر قد طلبت منذ فترة، زيارة تل أبيب، وعبرت عن أسفها وحزنها بعد منعها من تلك الزيارة إلى جانب زميلتها النائبة بالكونجرس رشيدة طليب، من قبل السلطات الإسرائيلية.
علاقات وثيقة بالمنظمات الإرهابية
كانت إلهان عمر تسهم بالحضور للاجتماعات والندوات الخاصة بالمنظمات التي لها صلات بالإخوان، بحسب موقع مؤسسة "كلاريون بروجيكت"، المتخصص بمكافحة التطرف في واشنطن.
وأكد الموقع، أن إلهان عمر كانت حاضرة إلى جانب زميلتها رشيدة طليب، في جميع المؤتمرات والفاعليات التي تنظمها جهات إرهابية، وفي مقدمتها منظمة "كير" المعروفة بأنها إحدى المنظمات التابعة للإخوان.
وكشف الموقع، حضور النائبتين خلال عام 2020 مؤتمرًا نظمته وحضرته أطراف تدعم النشاطات الإرهابية، مؤكدًا أنها كانت من بين المتحدثين في مؤتمر "أمريكيون مسلمون من أجل فلسطين"، وكان هناك شخصيتين على صلة بتنظيم الإخوان، هما طارق حمود، وكفاح مصطفى.
ومثلها مثل سلوك الإخوان، تحمل تاريخًا طويلًا من التناقضات السياسية، فكانت إلهان عمر تدافع بشكل مستميت، عن سياسات العديد من الجماعات المتطرفة، وفي مقدمتهم الإخوان.
كما انتقدت بشكل كبير، عملية اغتيال قائد فيلق القدس التابع للحرس الثوري الإيراني "قاسم سليماني" في يناير 2021، فضلًا عن مهاجمتها غالبية الأنظمة العربية.
تأثير قرار العزل على الإخوان
يقول الدكتور صبرة القاسمي، المنسق العام للجبهة الوسطية لمكافحة التشدد الديني، في مصر إن إلهان عمر انبهرت بالإخوان وحاولت الدمج ما بين تعاليمهم وعقيدتهم والعقيدة الليبرالية فاصطدمت بالواقع الأمريكي.
وأكد "صبرة" في تصريح لـ"المرجع"، أن إلهان عمر حاولت مجاراة الليبرالية واستخدامها لصالح قضايا الإخوان، وكان الصدام بالواقع عندما حاولت شرخ العلاقة بين الولايات المتحدة وحليفتها اسرائيل، فوقعت تحت طائلة معاداة السامية.
ضربة قوية لتنظيم الإخوان
من جهته يؤكد المحلل السياسي، عبد الحميد علي، أن قرار عزل الهان، يعتبر ضربة قوية لتنظيم الإخوان في أمريكا، وعدد كبير من أنشطة الإخوان سوف تتعطل.
وأكد في تصريح لـ "المرجع"، أن أجندة الإخوان التي كانت من المفترض على إلهان تنفيذها، ستتوقف، بسبب تاريخها المشبوه مع الإخوان، مشيرًا إلي أن إلهان عمر لن تتخلى عن الإخوان في الفترة المقبلة، لكنها ستتراجع قليلًا، وستظل تتحدث عن المظلومية التي تعرضت لها عقب عزلها، لكنها سوف تظل تحمل قضية الإخوان؛ لأنها تتربح من خلالها وتجني الكثير من الأموال.





