الإمارات والصومال.. يد الأخوة تمتد لمساندة مقديشو في حربها ضد الإرهاب
تُعد دولة الإمارات العربية المتحدة من أكثر الدول التي وقفت إلى جوار الصومال في محاربة الإرهاب، سواء كان إرهاب تنظيم "داعش" أو حركة "الشباب" المنتشرة في البلاد بصورة كبيرة، إذ وافق مجلس الوزراء الصومالي، بالإجماع على اتفاقية تعاون أمني مع أبو ظبي فى هذا المجال.
وعلى هذا تقدم الحكومة الصومالية، اتفاقية التعاون الأمني والعسكري، الموقعة الاثنين السادس من فبراير الجاري، إلى البرلمان لتمريرها لاستيفاء كافة الإجراءات القانونية بصدد دخولها حيز التنفيذ في أقرب وقت ممكن.
دور إماراتي رائد
وتعتبر دولة الإمارات العربية المتحدة من الدول القليلة التي وقفت إلى جانب الصومال طيلة العقود الثلاثة الماضية، وبعد انزلاق الأخير إلى أتون الحرب الأهلية عام 1991، وإغلاق معظم الدول أبوابها أمام الصوماليين الفارين من جحيم الحرب وويلاتها، كانت الإمارات الملاذ الوحيد لهم.
وعملت هيئات الإغاثة الإماراتية، وأبرزها الهلال الأحمر في الصومال خلال حقبة التسعينيات من القرن الماضي؛ مقدمة للشعب الصومالي خدمات إنسانية وتنموية، استفاد منها عدد كبير من المواطنين.
وقدمت دولة الإمارات العربية المتحدة مساعدات صحية للشعب الصومالي، من أبرزها بناء مستشفى الشيخ زايد في العاصمة مقديشو، كما افتتحت الإمارات عيادات طبية في عدد من المدن الصومالية، من بينها مركة، وأفغوي، وبيدوا، وجوهر، وكيسمايو.
ولعبت الإمارات دورًا كبيرًا في دعم الحكومة الصومالية في المجال الأمني، من خلال تدريب القوات الأمنية، كما أخذت دولة الإمارات العربية المتحدة دورًا ملحوظًا في الجهود الدولية لمكافحة القرصنة؛ التي شلت حركة الملاحة البحرية الدولية، وأثرت سلبًا على سمعة البلاد.
ومنذ عام 2014، حرصت دولة الإمارات على تقديم الدعم لبناء الجيش الصومالي، ولعبت قوة الواجب دورًا بارزًا في بناء الجيش وتشكيل أجهزة أمنية قوية، تمتلك القوة للرد على هجمات الجماعات المتطرفة.
أسهمت مهمة قوة الواجب الإماراتية، في تحجيم قوى الإرهاب في الصومال، وتشكيل جيش نظامي قوي قادر على حماية أمن واستقرار البلاد، إذ أن رؤية الإمارات الرئيسية، هي أن أمن منطقة القرن الأفريقي، جزء لا يتجزأ من أمن واستقرار المنطقة العربية.
نقطة فارقة
من جانبه، قال محمد عز الدين، الباحث في الشأن الإفريقي: إن كلا من الإمارات والصومال لهما علاقات طويلة على المستوى الإنساني والإغاثي والأمني، لكن توقيت الإعلان يأتي في مرحلة مفصلية تعيشها منطقة الشرق الإفريقي، على وقع الأحداث العالمية المختلفة.
وأكد "عز الدين" في تصريح خاص لـ«المرجع»، أن الاتفاق الأمني بين الإمارات والصومال يمثل نقطة فارقة في محاربة مقديشو للحركات الإرهابية التي تهددها، وكذلك في ضمان استقرار الوضع الأمني في الملاحة البحرية بمنطقة القرن الإفريقي.
وأضاف الباحث قائلا: إن دولة الإمارات تعمل على مساعدة الصومال في حربه ضد الإرهاب والعبور الأمن من الأزمات الأمنية التي تعيشها البلاد، وفي ذات الوقت تأمين حركة الملاحة البحرية في منطقة القرن الإفريقي.





