«بونتلاند» الصومالية تخوض حربًا شرسة ضد إرهاب «داعش»
الخميس 27/ديسمبر/2018 - 06:18 م
علي رجب وآية عز
تواصل حكومة ولاية «بونتلاند» شمال شرق الصومال، جهودها في اقتلاع جذور الإرهاب من الولاية، في ظلِّ غياب الدعم من قبل الحكومة الاتحادية في مقديشو، إذ دارت اشتباكات واسعة صباح اليوم الخميس، بين قوات حكومة ولاية بونتلاند ومسلحي تنظيم «داعش» في بعض نقاط الولاية.
تنظيم "داعش" الإرهابي في الصومال
وبدأ القتال منذ الساعات الأخيرة من ليل أمس الأربعاء، عقب شنِّ قوات الولاية هجومًا على معاقل التنظيم بالقرب من مدينة «قندلا» بإقليم «بري»، إلا أن التقارير الواردة لم تكشف عن الخسائر التي أسفر عنها القتال.
وفي عام 2017، كشفت تقارير تابعة للأمم المتحدة، عن وجود تنظيم «داعش» الإرهابي في الصومال، مؤكدةً أنه خرج من رحم حركة الشباب الإرهابية؛ ما يزيد من مخاوف على حكومات الولايات الصومالية، التي تسعى منذ فترة كبيرة للقضاء على حركة الشباب المرتبطة بتنظيم القاعدة، وبحسب التقارير الأممية فإن أتباع تنظيم داعش في الصومال نحو 200 مسلح.
ويرى مراقبون أن لقطر تاريخًا طويلًا في دعم الحركات الإرهابية، واستهداف الولايات الصومالية بالجماعات الإرهابية يشير إلى تورطها في إذكاء الصراع بين العشائر الصومالية في منطقة «دومي» من أجل زعزعة استقرار أرض الصومال.
محمد سعيد أتم
وتستضيف قطر الرجل الثاني في حركة «شباب المجاهدين» الإرهابية، محمد سعيد أتم، الذي أدرجته دول الرباعي العربي (السعودية ومصر والإمارات والبحرين) الداعية لمكافحة الإرهاب، في نوفمبر 2017 على قوائم الإرهاب.
وأكدت حكومة «بونتلاند»، أن «أتم» لا يزال يمارس نشاطًا يزعزع الأمن في الأقاليم الصومالية، من خلال وجوده في دولة قطر، التي حصل على اللجوء السياسي فيها.
وعلى الجانب الآخر، تقدم الإمارات دعمًا كبيرًا لولاية أرض البنط؛ حيث أكد عبدالولي محمد علي، رئيس الولاية، أن الإمارات شريك استراتيجي في مكافحة الإرهاب والقرصنة والاتجار بالبشر.
رئيس ولاية بونتلاند، أكد في تصريحات، أن العلاقة والتعاون الوثيق بين الصومال والإمارات، سيتغلبان على أي حجج قُدمت، لافتًا إلى أن العلاقات الثنائية «ستدوم وتتحسن»، مشيدًا بالدعم الإماراتي في مواجهة الإرهاب في الولاية.
محمد عز الدين، الباحث في الشؤون الأفريقية
ومن جانبه، قال محمد عز الدين، الباحث في الشؤون الأفريقية: إن الصومال من أكثر البلدان التي تشهد عدم استقرار، ويوجد به نزاعات سياسية كثيرة؛ لذلك يواجه خطر وجود التنظيمات الإرهابية بشكل مستمر.
وأكد في تصريحات لـ«المرجع»، أن أي صراع في أي إقليم صومالي، يُشكل خطرًا على بقية الأقاليم؛ لأن العناصر الإرهابية تتسلل للأقاليم الأخرى مستغلة حالة الفوضى المتفشية.
وأشار الباحث في الشؤون الأفريقية، إلى أن هناك بعض الدول التي تستغل حالة الفوضى وعدم الاستقرار السياسي في الصومال وغيرها من بلدان القرن الأفريقي، وتدعم الجماعات الموجودة في تلك البلدان، بل وتساعدهم في التوغل والتسلل لتحقيق مصالح شخصية لهم، والصومال واحد من الدول الأفريقية التي تقع ضحية أطماع دول أخرى.





