تونس.. مطالب بتحرير المدارس القرآنية من قبضة الإخوان
طالب المرصد الوطني التونسي للدفاع عن مدنية الدولة، بـإغلاق الجمعيات والكتاتيب والمدارس القرآنية، مشددًا على ضرورة مراقبة الجمعيات الناشطة في هذا المجال، متهمًا إياها، بما وصفه بـ"أدلجة" عقول الأطفال، ومساهمتها في بناء وتأسيس "جيل إرهابي جديد"، حسب وصف بيان للمرصد.
وبحسب المرصد، فهناك ما يقرب من أربعة آلاف مدرسة قرآنية في تونس مفتوحة حتى الآن، رغم الحملة الأمنية التي أطلقتها الحكومة على جماعة الإخوان، وكل ما يتعلق بهم ومنبثق من رحم تلك الجماعة، إذ تعتبر تلك المدارس ــ بحسب المرصد ـ من أهم أذرع الإخوان في تونس.
انتعاش
عقب ما عرف بالربيع العربي في تونس فى عام 2011، انتشرت الجمعيات الخيرية التابعة لجماعة الإخوان، وتم بناء وتأسيس مئات المدارس القرآنية التابعة لتلك الجمعيات، عطفًا على حالة الفوضى التي لحقت بالبلاد عقب الإطاحة بنظام الرئيس السابق زين العابدين بن علي.
واستمر عمل تلك المدارس القرآنية، حتى يناير عام 2019، عقب الكشف عن مدرسة في منطقة الرقاب التابعة لمحافظة سيدي بوزيد، تلقن الأطفال أفكار متطرفة، بحسب وكالة "فرانس برس".
عقب ذلك شنت السلطات التونسية حملة أمنية أغلقت بموجبها عشرات المدارس القرآنية، كما تم إيقاف عدد من العاملين بها على خلفية تهم الاتجار بالبشر، واستغلال الأطفال، والاشتباه في الانتماء إلى تنظيم إرهابي، وفق بيان صدر عن وزارة الداخلية حينها.
الشؤون الدينية: لا نعترف بها
وفي وقت سابق أكدت وزارة الشؤون الدينية التونسية، بأنها لا تملك أية سلطة على ما تقدمه هذه المدارس من محتوى تعليمي، وأكد وزير الشؤون الدينية إبراهيم الشائبي، أن الوزارة تتجه نحو مزيد من تنظيم قطاع الكتاتيب القرآنية، مشيرًا إلى أنها "لا تعترف بمن يعمل خارج كتاتيب الدولة، وكل من ينشط في الظلام، ولا نعترف بأي تعليم خارج الإطار المؤسساتي".
وحقق البرلمان التونسي العام الماضي، مع عدد من مسؤولي تلك المدارس، عقب إلقاء الشرطة القبض على معلمين، يلقنون الأطفال تعليمات عسكرية مستخدمين مصطلحات متطرفة، وحينها خرج حزب النهضة ذراع جماعة الإخوان في البلاد ونفى تورط الجماعة في ذلك.
تحكم الإخوان في المدارس القرآنية
من جهته، يقول الناشط السياسي التونسي، أسامة علي، إن جماعة الإخوان تتحكم بشكل كبير في تلك المدارس القرآنية، فضلًا عن سيطرتها على المناهج المقدمة للطلاب، لذلك تشعر الدولة بقلق حيال تلك المدارس، وعلى الرغم من ذلك يتسارع عدد كبير من المواطنين لتعليم أبنائهم فيها بسبب أنها شبه مجانية.
ويضيف في تصريح خاص لـ"المرجع" أن المدراس القرآنية في تونس، تعد مكانًا مناسبًا للتعليم بالنسبة للفقراء، الذين لا يستطيعون تعليم أبنائهم في المدراس الخاصة المعروفة بمصاريفها الباهظة، لذلك هناك إقبال كبير عليها من الناس، خاصة في المناطق الشعبية، ففي كل حي شعبي، يوجد نحو سبعة مدارس، مؤكدًا أن مشكلة تلك المدراس أنها تقدم محتوى دينيًّا، غير مناسب للأطفال، فهي تقبل من سن ستة أعوام، وتقدم منهجًا دينيًّا دسمًا على عقول الصغار، ولذلك نجد تلك المعارضة الشديدة لها من قبل المرصد الوطني لمدنية الدولة.





