ad a b
ad ad ad

بسبب الضعف الأمني.. «داعش» يعزز وجوده في وسط أفريقيا

الثلاثاء 18/أبريل/2023 - 05:25 م
المرجع
نهلة عبدالمنعم
طباعة

يعتمد تنظيم داعش على فروعه في أفريقيا للترويج لقوته في الانتشار الدولي، لاسيما ولايته المزعومة في وسط القارة، إذ تحقق هذه الولاية وجودًا مؤثرًا لعناصره في المنطقة، مهددًا الاستثمارات الأجنبية، فضلًا عن التمهيد لتوسعات أخرى.


يحقق فرع وسط القارة مساعي التنظيم في الوصول إلى مزيد من التوسعات بالمنطقة، نظرًا لتراجع القدرات التدريبية والتسليحية لقوات الأمن، ما يمنح داعش القدرة على تنفيذ عمليات إرهابية عميقة بالداخل مخلفًا عددًا ضحايا أكبر، يستخدمهم بدوره في رسم صور ذهنية عن استفحال وجوده في المنطقة إلى جانب توظيفها عبر المنصات الإعلامية للتنظيم لمزيد من الترويج لوجوده وجذب عناصر أكثر لصفوفه باعتباره التنظيم الإرهابي الأوسع نشاطًا.


تحمل دول وسط أفريقيا في داخلها متغيرًا بارزًا لطالما استخدمه تنظيم داعش ضمن أهدافه التوسعية، وهو الصراع الطائفي الذي يوظفه التنظيم لصالحه، منفذًا استهدافات ضد المسيحين بالمنطقة لتعميق الأزمة والتركيز على عوامل الخلاف المجتمعي أكثر من التوافق.


مقدرات وسط أفريقيا وطمع الجماعات الإرهابية


تحظى منطقة وسط أفريقيا بثروات كبرى تشكل مطمعًا للجماعات الإرهابية المحتاجة للمال من أجل الإنفاق على احتياجاتها للسلاح والدعم اللوجستي، وكذلك دفع رواتب العناصر، ففي كتاب «تمويل الإرهابيين.. فشل الإجراءات المضادة» أو «Terrorist Financing.. The Failure of counter measures» الذي أعده «نيكولاس ريدلي» الوزير البريطاني الأسبق للتجارة والصناعة، و«نيك ريدلي» المحلل الاستخباراتي بفريق مكافحة الإرهاب في الشرطة البريطانية يشيران إلى أن المال هو الضلع الأهم في مثلث الإرهاب قبل العناصر البشرية والسلاح والذخيرة، وذلك وفقًا لرؤيتهما، فيما أضافت المطبوعة أن المال يشترك أيضًا في شراء الأسلحة كما أنه يسهم في تجنيد العناصر وتلبية احتياجاتهم المعيشية.


وتعد المناجم الثرية من أبرز المقدرات الطبيعية للمنطقة، إذ تبلغ صادرات الألماس في جمهورية أفريقيا الوسطى نحو 40% من إجمالي صادرات البلاد التي تحتل المرتبة 14 عالميًّا من حيث إنتاج الألماس الخام، بينما يأتي 60% من الإنتاج العالمي لخام الكوبالت من الكونغو الديمقراطية، وذلك طبقًا لتقرير نشرته الجارديان في 12 أكتوبر 2018 .


الضعف الأمني ومنصات التوسع


يسهم الضعف الأمني بالمنطقة في توسع داعش إقليميًّا لإنشاء نقط تمركز تمكنه من تحقيق أهدافه، إلى جانب منحه القدرة على بناء معسكرات للتدريب على حمل السلاح مستغلًا تراجع أنظمة الدولة وكذلك الأبعاد البيئية.


وحول مآلات الضعف الأمني في المنطقة يقول الباحث في شؤون الحركات المتطرفة بمركز الأهرام للدراسات السياسية والإستراتيجية، علي بكر إن الحدود الضعيفة لدول أفريقيا وتراجع قدرات أجهزتها الأمنية جعل منها هدفًا سهلًا للجماعات الإرهابية.


وأشار بكر في تصريح لـ«المرجع» إلى أن تزايد نشاط تنظيم داعش خلال السنوات الماضية في أفريقيا يعد انعكاسًا للتنافس المحتدم مع تنظيم القاعدة في المنطقة، مضيفًا أن وسط أفريقيا تعاني من مشكلات متصاعدة حول الصراعات الطائفية والسياسية ما يخدم بدوره استفحال داعش في المنطقة، إلى جانب الموارد الطبيعية التي تنعم بها المنطقة والتي تعد مطمعًا للجماعات المتطرفة ومن يدعمها من الكيانات الكبرى الساعية لنهب مقدرات الشعوب.


المزيد.«مناجم أفريقيا الوسطى».. هدف الإرهاب الممهد بالطائفية والصراع السياسي (كروس ميديا)

"