البرلمان التونسي المرتقب... تكهنات بمزيد من التأزم والاقتصاد له الكلمة العليا
لا تشير أي من المعطيات على أن الجولة الثانية من الانتخابات التشريعية التونسية المرتقبة في 29 يناير 2023، ستُسفر عن أي استقرار. ورغم أن تونس ستحصل بمقتضى هذه الانتخابات على برلمان منتخب بعد تجميد للحياة البرلمانية لمدة عام ونصف بقرارات الرئيس التونسي قيس سعيد بتجميد البرلمان في 25 يوليو 2021، إلا أن أغلب التكهنات تقول إن البرلمان الجديد لن يخلق الاستقرار المطلوب، بل سيكون هو نفسه أزمة في ظل انتقادات توجه له حتى قبل تشكيله.
رئيس لا يتراجع ومعارضة متخبطة
لا تعني هذه التكهنات أن الرئيس قيس سعيد سيحدث أي تغيير
يُخفف من حدَّة الانتقادات الموجهة إلى المسار الذي يتبناه منذ 25 يوليو قبل الماضي، فمنذ هذا التاريخ والقرارات التي عُرفت بـ"الاستثنائية" لم يتراجع الرئيس
عن أي خطوة اتخذها، متمسكًا بخطابه المهاجم لما يسميهم "الفسدة".
في مقابل وقوف الرئيس عند نقطة معينة يرفض التراجع عنها،
تتصاعد الانتقادات الموجهة للرئيس ومساره، فمرة تطالب بحوار وطني ومرة أخرى تطالب
بانتخابات رئاسية مبكرة، ورغم عدم استقرار المعارضة على مطلب موحد، فضلًا على عدم خروجهم
من خلفيات أيديولوجية متباعدة إلا أن موقفها يبقى مؤثرًا على المشهد السياسي العام.
وأمام تمسك الرئيس بمساره وعجز المعارضة عن تجاوز قناعاتها
السياسية، يبدو أن المشهد التونسي وصل إلى نقطة جمود يصعب فيه الحوار بين الفرقاء.
الاقتصاد له الكلمة العليا
في أثناء ذلك تسير تونس من سيئ لأسوأ في أزمتها
الاقتصادية التي أثرت على الحالة المعيشية للمواطن، ولا يقتصر الأمر على ذلك، إذ
تدخل الحكومة من وقت لآخر مع قطاعات حيوية في الدولة تهدد بالإضراب عن العمل مثل
قطاع الخبز وقطاع النقل.
ولا يُمكن إنكار الأثر السلبي الذي تصنعه الأزمة
الاقتصادية على المستوى السياسي، إذ يفقد الرئيس الذي حظي بثقة شعبية عالية في
أعقاب قراراته الاستثنائية شيئًا فشيئًا إحكامه على المشهد، فيما تزايد المعارضة
بأوجاع المواطن مدللة بها على فشل قيس سعيد، بحسب رؤيتها.
أين المخرج؟
رغم الجمود المتوقع استمراره لفترة غير قصيرة، فإن الانفراجة في المشهد التونسي مرهونة بأمرين، إما أن يحدث تحسن اقتصادي وإن كان ذلك صعب، أو نجاح البرلمان بالفوز بثقة الشعب. وهذا لا يبدو صعب، رغم كل الانتقادات والتشكيك الذي تمارسها المعارضة ضد البرلمان، ولكن ثبت عربيًّا أن المعارضات دائمًا ما يكون تأثيرها ضعيف على الشعب، الذي يشكك دائمًا في نوايا السياسيين.
للمزيد.. كيف سيتصرف؟.. الرئيس التونسي مطالب بالرحيل والدعوة لانتخابات مبكرة





