ad a b
ad ad ad

طالبان تدفع بالأفغان نحو الهاوية

الأحد 22/يناير/2023 - 10:45 م
المرجع
مصطفى كامل
طباعة

رغم وعودها المتكررة أمام المجتمع الدولي بتحقيق متطلبات الشعب الأفغاني وقرارات المنظمات الأوروبية غير الحكومية، وعلى رأسها "المجلس النروجي للاجئين" ومنظمة "أنقذوا الأطفال البريطانية"، فإن حركة "طالبان" الأفغانية الحاكمة خدعت الجميع بمنع إيصال المساعدات المالية للشعب، وحظر العمل أيضًا على الفتيات في خطوة تمثل قمعًا مقصودًا تجاه الحريات في الداخل.

طالبان "خادعة"

أكد الأمين العام للمجلس النروجي للاجئين "يان إيغلاند" الذي توظف منظمته حوالى خمسمائة أفغانية، أن الحركة الأفغانية وعدت من خلال ممثليها بأنه لن يكون هناك حظر لتعليم النساء أو وضع العاملات، مردفًا: "من الواضح أن حكومة طالبان خدعتنا. تجعل عملنا الآن مستحيلًا بالتأكيد"، منددًا بحركة طالبان التي خدعت المنظمات الإنسانية التي تمنعها من إيصال مساعدات لملايين الأفغان الذين هم بحاجة ماسة لها، عبر منع النساء من العمل فيها.

وحث المسؤول بالمنظمة النرويجية، حركة "طالبان" على ضرورة التراجع عن قرارها، مشيرًا إلى أنه يرفض استئناف أنشطة المجلس النروجي للاجئين من دون نساء، محذرًا إياها قائلا: "أنا هنا لأقول لقادة طالبان وأي شخص قادر على التأثير عليهم أننا يجب أن نكون قادرين على استئناف العمل بمشاركة الموظفات. وإلا فإن الموت سيكون بالمرصاد لكثيرين".

وتشهد أفغانستان واحدة من أسوأ الأزمات الإنسانية في العالم، إذ يعاني أكثر من نصف سكانها البالغ عددهم 38 مليون نسمة من انعدام الأمن الغذائي الحاد فيما يهدد سوء التغذية ثلاثة ملايين طفل.

تفاقم الوضع

ويخشى مراقبون من أن يتفاقم الوضع بعد أن قررت عدة منظمات غير حكومية تعليق أنشطتها بسبب حظر الأفغانيات من العمل بقرار أصدره حكومة طالبان في 24 ديسمبر 2022.

قبل أيام من استهداف المنظمات غير الحكومية، اتخذت سلطات طالبان قرارا بإغلاق الجامعات أمام الطالبات.

وهذان التوجيهان أصدرهما زعيم الحركة هبة الله أخوندزاده، حيث تؤكد حكومة طالبان التي لا يعترف بها المجتمع الدولي، أن هذا الحظر تقرر لأن النساء لا يحترمن ارتداء الحجاب الإسلامي، وهي مزاعم نفاها العاملون في المجال الإنساني.

وخلال بيان مشترك صادر عن منظمة "أنقذوا الأطفال" و"المجلس النرويجي للاجئين": "قال بانتظار اتضاح الصورة بشأن هذا الإعلان، سنعلق برامجنا مطالبين بمواصلة الرجال والنساء وبشكل متساوٍ تقديم مساعداتنا التي تنقذ الأرواح في أفغانستان".

وكانت حركة طالبان قد أصدرت أوامر إلى المنظمات غير الحكومية في أفغانستان تمنعها فيها من تشغيل النساء، دون تحديد ما إذا كان هذا يشمل العاملات الأجنبيات، مبررة قرارها بعدم اتباع الموظفات قواعد اللباس الإسلامي المناسبة بما يشمل الحجاب، وهددت بتعليق تراخيص المنظمات التي لا تنفذ القرار.

مخاوف دولية

وأثارت الخطوة تنديد المجتمع الدولي ومخاوف من أثرها على إيصال المساعدات، وتأتي ضمن سلسلة قرارات اتخذتها الحركة تقيد فيها حرية وحقوق النساء في البلاد، بينما أعلنت وزارة الاقتصاد في حكومة "طالبان" أن السلطات أمرت جميع المنظمات غير الحكومية بإيقاف عمل موظفاتها في أفغانستان لعدم اتباعهن قواعد اللباس المناسبة بما يشمل الحجاب.

وقالت وزارة الاقتصاد المسؤولة عن الموافقة على تراخيص المنظمات غير الحكومية العاملة في أفغانستان في رسالة اطلعت عليها وكالة الأنباء الفرنسية، وأكد ناطق باسم الوزارة صحتها: "وردت شكاوى جدية بشأن عدم الامتثال للحجاب وغيره من القواعد واللوائح المتعلقة بعمل المرأة في المنظمات المحلية والدولية".

وفي رسالتها الموجهة إلى المنظمات غير الحكومية الدولية والمحلية، قالت وزارة اقتصاد طالبان: أنه في حالة إهمال التوجيه.. يلغى ترخيص المنظمة، حيث تحمل التوجيهات التي أثارت تنديدات دولية خطر تعليق تراخيص المنظمات غير الحكومية التي تفشل في تطبيقها.

وتعمل عشرات المنظمات غير الحكومية الدولية والمحلية في عدة قطاعات في مختلف المناطق النائية في أفغانستان، كما أن العديد من الموظفين فيها من النساء.

ومن جهته حذر وزير الخارجية الأمريكي أنتوني بلينكن، من أن قرار طالبان بمنع النساء من العمل في المنظمات غير الحكومية سيعطل تسليم المساعدات وقد يكون مدمرا لأفغانستان؛ قائلًا: "أشعر بقلق عميق من أن حظر طالبان مساهمة النساء في تقديم المساعدات الإنسانية في أفغانستان سيؤدي إلى تعطيل المساعدات الحيوية والمنقذة لحياة الملايين"، مضيفًا "هذا القرار قد يكون مدمرًا للشعب الأفغاني".

بدوره، دان الاتحاد الأوروبي الذي يُعد من أبرز الجهات الممولة للمنظمات الإغاثية العاملة في أفغانستان على الرغم من عدم اعترافه بحكومة طالبان رسميًّا، القرار وأكد أنه يقيم "تأثيره على تقديمنا للمساعدات ميدانيًّا".

الكلمات المفتاحية

"