تعاون الإرهابيين وقطاع الطرق يفاقم تدهور الأوضاع الأمنية في نيجيريا
تفاقم معضلة «قطاع الطرق» الوضع الأمني المتدهور في نيجيريا، خاصة في الشمال والوسط، حيث تنتشر الجماعات المسلحة التي تستهدف المدنيين وقوات الشرطة على حد سواء، بهدف النهب والسرقة.
وأعادت السلطات النيجيرية في ديسمبر 2022، فتح خط السكة الحديد الرابط بين ولاية كادونا وأبوجا بعد ثمانية أشهر من تعرضه لهجوم على أيدي قطَّاع طرق محليين وعناصر جماعة بوكو حرام الإرهابية.
ووقع تفجير خط السكة الحديد في مارس 2022، وأسفر عن مصرع ما لا يقل عن عشرة مواطنين، وفي نهاية المطاف أُطلق سراح معظم الـ 170 المفقودين في أعقاب الهجوم مقابل فدية.
هجمات مشتركة
لم تكن تلك المرة الأولى التي يشن فيها تنظيم "بوكو حرام" الإرهابي هجمات مشتركة مع قطَّاع طرق محليين، إذ أفاد تقرير لوكالة الأنباء الفرنسية بأنَّ مسؤولين بالجيش النيجيري كشفوا عن شكوكهم في مثل هذا التعاون في عام 2021، وأفادت تقارير أنَّ "بوكو حرام" تعمل على تدريب قطَّاع طرق على استخدام مدافع مضادة للطائرات وعبوَّات ناسفة وأسلحة أخرى.
وأكد لاي محمد، وزير الإعلام النيجيري، وجود صلة بين "بوكو حرام" وبين قطَّاع الطرق النيجيريين في أبريل 2022 بعد مقتل أكثر من 150 شخصًا في هجمات استهدفت قرى بولاية بلاتو.
وقال: "يتلخص ما يحدث الآن في وجود نوع من التقارب اللعين بين قطَّاع الطرق ومتمردي بوكو حرام".
استغلال الثغرات
من جهته نوَّه الخبير الأمني "فولهانمي آينا" في مقال نشره موقع «كونفرسيشن» مؤخرًا، بأن قطَّاع الطرق حريصون على إثراء أنفسهم واستغلال الثغرات الناجمة عن غياب الحكومة، بينما تتطلع "بوكو حرام" إلى الاحتكام إلى الشريعة الاسلامية وإقامة دولة الخلافة.
وتجمع الاثنين مصلحة مشتركة هي الحصول على الأسلحة لارتكاب جرائم كسب المال أو الجرائم النابعة من الفكر المتطرف وقتال قوات الأمن النيجيرية.
وعمل قطَّاع الطرق في الآونة الأخيرة على زرع الفوضى في شمال غرب نيجيريا، ويُنظر إليهم في تلك المنطقة بالدرجة الأولى على أنهم إرهابيون، واتخذت الحكومة نهجًا عسكريًّا للقضاء عليهم.
وتعتبر شمال غرب نيجيريا، واحدة من المناطق التي تقاسي من أعلى معدلات الفقر وعدم المساواة والبطالة في البلاد.
وكشف تقرير لمجموعة الأزمات الدولية أنه في ظل تصاعد التطرف في شمال غرب نيجيريا، يشعر مراقبون بالقلق من أنَّ المنطقة يمكن أن تصبح عما قريب جسرا بريا يربط بين الحركات المتمردة الإسلامية المتمركزة في وسط منطقة الساحل والحركة المتمردة الناشطة منذ عشر سنوات في منطقة بحيرة تشاد شمال شرقي نيجيريا.
معالجة الأسباب الجذرية
وعلى الرغم من عدم وجود طريقة بسيطة لمنع المتطرفين من التعاون مع قطَّاع الطرق، فإنَّ آينا يرى في مقاله على موقع «كونفرسيشن» أنَّ الحكومة النيجيرية عليها الإسراع بالتحرك لمعالجة الأسباب الجذرية للأزمة التي طال أمدها بين المزارعين والرعاة في البلاد، وتساهم في انتشار الأسلحة والعتاد في المنطقة.
واعتاد النيجيريون على جرائم القتل والخطف الجماعي التي يشنها «قطاع الطرق» بشكل شبه يومي، والتي خلّفت قتلى تضاهي أعداد العمليات الإرهابية في شمال شرقي البلاد.
وبحسب منظمة «أكليد» غير الحكومية، فإن قطاع الطرق قتلوا أكثر من 2600 مدني في عام 2021 بزيادة قدرها 250 في المائة من العدد الذي سُجّل في عام 2020. وهي حصيلة تفوق إلى حد كبير عدد ضحايا تنظيمي «داعش» و«بوكو حرام» في نيجيريا.
وسبق أن أعلن الجيش النيجيري الذي يُعاني من نقص في التمويل عن عمليات ضد «قطاع الطرق»، بما في ذلك قصف معسكراتهم المخبّأة في الغابات الشاسعة، لكنّ المجرمين يصعّدون الهجمات.





