ad a b
ad ad ad

خطر يدق على باب العراق.. دلالات تزايد هجمات «داعش» في بلاد الرافدين

السبت 07/يناير/2023 - 09:33 م
المرجع
نورا بنداري
طباعة

رغم أن رئيس الوزراء العراقي «محمد شياع السوداني» مازال يؤكد منذ تسلمه منصبه في أكتوبر الماضي، على خطط حكومته بشأن مواجهة الأعمال الإرهابية التي تهدد أمن واستقرار بلاد الرافدين؛ فإن تنظيم «داعش» الإرهابي يرد على هذه التحذيرات والتحركات الخارجية التي يقوم بها «السوداني» لمساندته ودعمه في مواجهة أعمال الإرهاب، بتكثيف هجماته لاستهداف مناطق مختلفة بشمال العراق، لإيصال رسالة على المستويين الإقليمي والدولي، أنه مازال يملك القوة والتأثير في بلاد الرافدين، وأنه عائد بقوة للتغلغل في هذه البلد بعد هزيمته عام 2017.

هجمات إرهابية

يأتي هذا في سياق، شن تنظيم داعش مجموعة من الهجمات ركزت على استهداف قوات الجيش العراقي في المحافظات الواقعة شمال البلاد، ففي 22 ديسمبر الجاري، وقع هجومين، الأول، نفذ بعبوة ناسفة استهدفت مركبة للجيش العراقي في محافظة نينوي شمالي العراق، ونجم عنه مقتل جندي وإصابة خمسة آخرين، والهجوم الثاني وقع في قرية السحل بمحافظة كركوك، إذ أطلق المسلحون عبوة ناسفة على قوات الجيش العراقي، ونجم عنه مقتل جنديين عراقيين وإصابة ثلاثة آخرين، وفقًا لوكالة الأنباء الرسمية العراقية «واع».

ووقعت هذه الهجمات بعد أخرى شنها مسلحو «داعش» في 21 ديسمبر الجاري، إحداهما استهدف عناصر من الشرطة الاتحادية العراقية في كركوك خلال كمين نصبته عناصر التنظيم، ونجم عنه مقتل تسعة عسكريين، ولم يكتف «داعش» بهذا الهجوم بل اتجه للتركيز على استهداف المدنيين بعد ساعات قليلة من هجوم كركوك، بإحدى القرى التابعة لمحافظة ديالي شرقي العراق، وهو مما أسفر عنه مقتل 8 أشخاص.

تحذيرات عراقية

ودفعت هذه الهجمات، «السوداني» لعقد اجتماع مع أبرز القيادات الأمنية والعسكرية العراقية في 21 ديسمبر الجاري، وشدد خلاله على أن تلك الأعمال الإرهابية لن تمر دون قصاص، مطالبًا قياداته بوضع خطط شاملة تنطوي على تكتيكات عسكرية جديدة في تعقب التنظيمات الإرهابية وأماكن تمركزهم، والقيام بعمليات استباقية ضد قوى الشر، قائلًا: "ينبغي اتباع أساليب غير تقليدية للمواجهة، وبالطريقة التي تضعف من قدرات عناصر داعش الإرهابية، وتحدّ من حركتهم".

وتجدر الإشارة أن تركيز «داعش» على استهداف الأراضي العراقية، يهدف لإيصال رسالة للدول العربية مفاداها أنه قادر على تنفيذ عمليات دموية تعرقل جهود القوات العسكرية العراقية وخطط «السوداني» لتطهير الأراضي العراقية من الإرهاب، واختار التنظيم هذا التوقيت تحديدًا للردِّ على ما أعلنته عنه الدول المشاركة في "مؤتمر بغداد للتعاون والشراكة" الذي عقد في الأردن 20 ديسمبر الجاري، بشأن دعم بلاد الرافدين والوقوف إلى جانبها في "حربها على الإرهاب" والتأكيد على أمن العراق جزء لا يتجزأ من أمن المنطقة العربية.

ناقوس خطر

وبناءً على ما تقدم، وجه عدد من الخبراء والمحللين السياسيين العراقيين تحذيرات من أن عودة هجمات داعش بهذا الشكل يعد "ناقوس خطر" ينذر بمحاولات التنظيم العودة مرة أخرى، وهو ما قد يعرقل عمل حكومة «السوداني» وانشغالها بمكافحة الإرهاب دون التركيز على النهوض بالأوضاع الاقتصادية للبلاد.

وناشد عدد من الناشطين العراقيين، المؤسسات الأمنية والعسكرية بالتركيز على مراجعة خططها الأمنية، وتكثيف نشاطها الاستخباراتي لكشف جميع الخلايا النائمة التابعة لفلول داعش ومتمركز في المناطق الشمالية والغربية من البلاد، خاصة أنه إذا فشلت في ذلك، سينجح التنظيم الإرهابي في العودة مرة أخرى إلى بلاد الرافدين، وتهديد ليس فقط العراق بل دول المنطقة العربية بأكملها.

"