ad a b
ad ad ad

الإخوان المسلمين في ألمانيا.. ذئاب في الخفاء ونعام في العلن!

الخميس 21/مارس/2019 - 05:57 م
المرجع
شيماء ابراهيم - برلين
طباعة

هل بدأت ألمانيا الحرب على الإخوان المسلمين ؟


منذ ما يقارب من عامين بدأ القلق يدق بابه في الاستخبارات الألمانية الداخلية برصد أعداد الإخوان المسلمين المقيمين على أرض ألمانيا، التى يتراوح عددهم بين ألف وخمسمائة شخص إلى ألفي شخص .

 

وأصدر مكتب الاستخبارات الألمانية الداخلية بيانًا بعد فترة من رصد تحركات أفراد الإخوان المسلمين، والجمعيات التابعة لها في ألمانيا بأن جماعة الإخوان المسلمين تشكل خطرًا على البلاد أكثر من الخطر الذي يشكله تنظيم داعش، وبررت بذلك بأن المواقف التي تتبناها هذه الجماعة تتنافى بشكلٍ كبيرٍ مع الدستور الألماني ولا يمكن التوفيق بينهما .

 

كما وصف مكتب الاستخبارات الألمانية الإخوان بجملته الشهيرة (إنهم مثل الذئاب في الخفاء والنعام في العلن)، وهذا يعكس الخطر الذى تراه الحكومة الألمانية تجاه هذه الجماعة المحظورة .

 

كما أعلن وزير داخلية ولاية بافاريا الألمانية يواخيم هيرمان بأن جماعة الإخوان تتبنى مواقف ضد الدستور الألمانى، ويجب على الدولة أن تكون يقظة بهذا الصدد .

الإخوان المسلمين

وحينذاك أعلنت الاستخبارات الألمانية الداخلية بأن مدينة كولن ( Köln ) الألمانية هي مقر للتجمع الإسلامي، وهو المقر الرئيسي لأنشطة الجماعة المحظورة، وطالب الكثير من السياسيين الألمان بأن تُغلق هذه المؤسسة لأنها تشكل خطرًا على البلاد .

 

كما ذكرت العديد من الصحف الألمانية بأن شعبية الهيئات والمساجد التابعة لجماعة الإخوان في تزايدٍ ملحوظٍ وأنه لشيء مقلق على الأمن العام .

 

وقد أضاف رئيس الاستخبارات في ولاية الراين فيستفاليا وهي الولاية التي تسجل تزايدًا ملحوظًا في الإقبال على المساجد والهيئات التابعة للإخوان المسلمين بأن هذه الجمعيات تستقطب في السنوات الأخيرة الماضية بشكلٍ متزايدٍ لاجئين من بلاد عربية لتجنيدهم .

 

وفي الشهر الماضى قامت السلطات الألمانية ولأول مرة من نوعها بأن تتخذ قرارًا بغلق روضة أطفال يتم تمويلها من جمعية تنتمي للإخوان المسلمين في غرب ألمانيا بولاية راينلاند وتم تأسيس هذه الجمعية منذ عشر سنوات تحديدًا عام ٢٠٠٩  وتسمى جمعية اتحاد النيل، وقد قامت دائرة شؤون رعاية الشباب والأطفال بالتعاون مع سلطة الولاية بسحب الرخصة من روضة (النور) التابعة للجمعية واستندت علي أنها ترى بأن الروضة تنتهج أسلوبًا دينيًّا متشددًا، وهذا يرجع إلى المحتوى الفكري، التي تنتهجه الجمعية الراعية للروضة وهو محتوى فكري يعكس فكر جماعة الإخوان المسلمين وهذا ما يتعارض مع القيم الدستورية الألمانية. وقد أثار هذا القرار غضب القائمين على هذه الجمعية وقاموا بتقديم طعن في المحكمة ضد قرار السلطات المعنية بالغلق .

 

وقامت الجمعية العمومية لأمانة الاندماج بالحزب الاشتراكى الديمقراطى بولاية نوردراين الأكبر في ألمانيا بالخطوة الأولى نحو قرار حظر جماعة الإخوان المسلمين وتصنيفها كتنظيم إرهابي في ألمانيا .

 

كان السبت الماضي الموافق ١٦ مارس ٢٠١٩ هو أول حفر في قبر جماعة الإخوان المسلمين في ألمانيا، بحيث قام عضو الحزب الاشتراكى مصري الأصل حسين خضر بطلب للجمعية العمومية للحزب لحظر جماعة الإخوان المسلمين بألمانيا ومنع كل شعاراتهم الراديكالية والإرهابية، وتعديل قانون التمويل الأجنبي، وإنشاء قائمة محلية بالمنظمات الإرهابية وعدم الاعتماد فقط على قائمة الاتحاد الأوروبي .

 

وطلب خضر إنشاء لجنة لتقديم تقارير رسمية ودورية عن نشاط جماعة الإخوان المسلمين ومدى خطورتها وطرق مكافحتها، ورأى أن قائمة الاتحاد الأوروبي لا تكفي لكشف الخطر الواضح على البلاد من تغلغل هذه الجماعة واستقطابها لأعدادٍ كبيرةٍ أيضًا من اللاجئين المسلمين من بلاد عربية وتجنيدهم لصالح أعمالها المنافية للدستور الألمانى التي تشكل خطرًا واضحًا على استقرار ألمانيا .

 

جاء ذلك خلال اجتماع أعضاء الحزب الاشتراكى SPD وسياسيين، وترأس الاجتماع كلٌ من ميكايلا انجيلماير وعزيز يوزكورت (الرئيس الفيدرالي للاتحاد) والعديد من زعماء المعارضة في البرلمان .

 

وتم في الاجتماع إعادة انتخاب حسين خضر لرئاسة مجموعة العمل المعنية بالهجرة والتنوع في الحزب الاشتراكى .

الإخوان المسلمين

وقد تم قبول الطلب المقدم من خضر بالأغلبية الساحقة، وحاز على دعمٍ كبيرٍ من السياسيين بالحزب وتأكيدهم جميعًا بخطورة وجود جمعيات تابعة لجماعة الإخوان المسلمين على الأراضى الألمانية .

الإخوان المسلمين
"