«داعش» يتسلل إلى محافظات العراق مجددًا
ففي خلال العشرة أيام الأخيرة من الشهر الجاري شهدت العراق مصرع عدد كبير من المدنيين والعسكريين في مناطق غرب العراق على يد عناصر تابعة لداعش المختبئين في صحارى وغابات بلاد الرافدين، وكانت آخر تلك العمليات قيام التنظيم يوم الثلاثاء، الموافق 19 فبراير 2019، بإعدام ستة أشخاص من أصل 12 مختطفين.
ويشار إلى أن نشاط داعش في الأسابيع الأخيرة، توسع في أطراف محافظة صلاح الدين والأنبار، خاصةً في كلٍّ من منطقة « المطيبيجة» و«المسحك» و«مكحول»، ووصولًا إلى غرب منطقة «بيجي» و«الشرقاط» و«النخيب».
وفي هذا السياق قال حسن الجنابي، المحلل السياسي العراقي: إن تنظيم داعش لم ينته بشكل نهائي من العراق، خاصةً وأن بلاد الرافدين، هي البلد الأم للتنظيم؛ لأن زعيمه «أبو بكر البغدادي»، في الأصل عراقي الجنسية، وكان يأمل أن تكون العراق إمارةً تابعةً له.
وأكد الجنابي في تصريحات خاصة لـ «المرجع»، أن هناك بعض البلدان الأجنبية على رأسها أمريكا، تدعم بقاء داعش في العراق، وذلك لأنها لا تريد أن تخرج من البلاد؛ بسبب أطماعها السياسية والاقتصادية، منذ زمن الرئيس العراقي الراحل صدام حسين.
وأضاف المحلل السياسي العراقي، أن داعش قبل أن يغادر العراق العام الماضي، ترك فلول له بأعداد كبيرة، تخفَّوا في الصحاري والغابات؛ ليسهِّلوا له أمر عودته للعراق من جديد.
ومن ناحيته قال طلال الزوبعي، النائب عن كتلة الإصلاح والإعمار البرلمانية: إن أسباب عودة داعش بشكل جزئي للعراق، عدم الاستقرار السياسي والأمني، الذي تشهده العراق، وظهور التنظيم بهذه الفترة، دليل على أن هناك خلافات سياسية قوية بين القيادات السياسية في البلاد.
وأكد الزوبعي في بيان صحفي خاصٍّ بالكتلة، نشرته عنه بعض الصحف العراقية، أن عدم وجود خطة للإعمار والنهوض بهذه المناطق، وعدم وجود خطة أمنية جيدة، ساعدت فلول داعش للعودة من جديد، لمناطق كان لا يفترض به أن يكون موجودين بها في الوقت الحالي.
وأشار النائب عن كتلة الإصلاح والإعمار البرلمانية، إلى أن معظم المحافظين مشغولين بعمليات النهب والسرقة وبشكل علني، وهذا الأمر ينعكس على أمن المحافظات، ويساهم في توغل داعش من جديد للعراق، مضيفًا أن هناك رغبة من قبل بعض البلدان الأجنبية، على رأسها أمريكا بأن يكون العراق ساحةً للصراعات.





