«عيال ويرو».. الصومال فريسة بين إرهاب الشباب وعصابات الشوارع
السبت 15/أبريل/2023 - 10:26 م
أحمد عادل
في الوقت الذي يشهد فيه الصومال حالة من الاضطراب الأمني، نتيجة العمليات الإرهابية التي تنفذها ما تسمي حركة الشباب، تجد الحكومة الفيدرالية نفسها في موقف حرج، بالإضافة إلى تزايد أعداد العصابات الإجرامية التي تعبث بأمن العاصمة وتروع سكانها الآمنين.
ظروف صعبة
ومع تنامي الإرهاب وزيادة نشاط العصابات يواجه الصوماليون - خاصة سكان العاصمة مقديشو - ظروفًا معيشية صعبة في الآونة الأخيرة.
وبين أزمة غلاء الأسعار التي عصفت بجيب المواطن والبطالة المتفشية التي تقف حاجزًا أمام الشباب الصومالي. ضاق بعض المتضررين من هذه الأزمات المتلاحقة ذرعًا من سوء الأوضاع المعيشية. واتجهوا إلى السرقة وحياة الإجرام لسد حاجاتهم.
أزمة جفاف
ومن بين الأسباب كذلك، أزمة الجفاف التي أنهكت السكان الرعويين في المناطق الريفية وأجبرتهم على القدوم إلى العاصمة بحثًا عن لقمة العيش. وتعد مخيمات اللجوء الداخلي بؤرًا للإجرام وحيازة الممنوعات وسط تجاهل أمني.
وقد أنتجت هذه الظروف عصابات تلقب في الأوساط الصومالية بـ «عيال ويرو» هدفها السرقة والقتل. ولا تعرف أعداد هذه العصابات لكن من جانبها أكدت الشرطة الصومالية أنها آخذة في التزايد.
الهيب هوب
وقد يضع البعض أغاني الهيب الهوب التي انتشرت في السنوات الأخيرة بين الشباب الصومالي سببًا رئيسيًّا ببزوغ هذه الظاهرة. إذ تدعو معظمها إلى التباهي بالقوة والسلطة والخروج عن القانون.
وغالبًا ما تقوم هذه العصابات بمهاجمة بعض مديريات العاصمة على وجه الخصوص مستغلين الغياب الأمني فيها. ومن بينها: كاران ودركينلي ووداجير، كما يوقتون هجومهم في الفترة المسائية.
عيال ويرو
خرج محافظ بنادر يوسف حسين جمعالي، الذي يشغل منصب عمدة العاصمة الصومالية مقديشو، على وسائل الإعلام المحلية محذرًا من بروز ظاهرة عصابات الشوارع المعروفة باسم «عيال ويرو».
وحذر جمعالي من إمكانية تحول تلك العصابات إلى خطر أمني لا يقل جسامة عن حركة الشباب المتطرفة، موضحًا تشابه نشأة تلك العصابات والحركة.
كما نبه إلى ضرورة مكافحة تلك العصابات في بداياتها قبل أن تتحول إلى حالة أمنية تتجاوز العاصمة والمحافظة، وتعتبر التحذيرات مؤشرًا إلى استفحال ضرر تلك العصابات ووجود توقعات بخروجها عن السيطرة.
وبدأت ظاهرة عصابات الشوارع (عيال ويرو) في أواخر عام 2021، ومتوسط أعمار المنتسبين لتلك المجموعات هو 23 سنة، وكانت بداية ظهورهم من خلال شجارات الشوارع بين مجموعات الصبيان المنتمين لأحياء متجاورة، ولكن انضمام بالغين مسلحين غير من طبيعة تلك المجموعات، وأصبحت مسلحة بأنواع عديدة من الأسلحة، كالسكاكين والسيوف والخناجر والهراوات، ويحمل بعضهم أسلحة نارية كالمسدسات والبنادق، كما يحملون أضواء كاشفة شديدة السطوع لمفاجأة الضحايا ليلًا، ما يسهل لهم عمليات السلب والخطف والاعتداء.
ظهور تلك العصابات بدأ بضواحي العاصمة مقديشو، حيث الأحياء الأقل تنظيمًا والأشد فقرًا، وأصبحت مديرية كاران هي نقطة انطلاقهم، كما غدت مقرًا لعدد من أشد تلك المجموعات ضررًا.
تعامل الحكومة
وقد لعبت السلطات الأمنية في العاصمة دورًا مهمًا في مواجهة هذه الظاهرة إلى جانب علماء الدين. حيث أفتى بعضهم بجواز قتل المنتسبين لهذه العصابات لما يشكلونه من خطر على المجتمع ككل.
كما نفذت الأجهزة الأمنية أكثر من مرة عمليات أمنية تهدف للقبض على هؤلاء المجرمين. بالإضافة إلى تدمير مراكز بيع الممنوعات في مقديشو، ومصادرة أشكال الأسلحة كافة.
وعلى الرغم من الإمكانيات المحدودة للشرطة الصومالية، فقد ألقت القبض على عشرات المجرمين بالفعل. وأصدرت أيضًا بعض التوجيهات التي غيرت من أسلوب حياة سكان العاصمة.
ومن تلك القرارات إيقاف سير المركبات النارية ذات الثلات عجلات أو ما يُعرف بـ «التوك توك» بعد الساعة 12 مساءً. وقد رفع هذا القرار من استخدام المواطنين لتطبيقات التوصيل المتعددة كبديل.





