أفغانستان.. استياء من تطبيق الحدود الإسلامية في ظل التردي المعيشي
منذ استيلاء حركة طالبان على مقاليد الحكم في الداخل الأفغاني منتصف أغسطس 2021، بدأت تطبيق أفكارها رويدًا رويدًا حتى انتهت إلى تطبيق الحدود جبرًا على المواطنين، الأمر الذي خلّف انقاسمًا داخليًّا كبيرًا وتنديدًا بالأمر في الخارج عقب تطبيق الحركة أول حكم للإعدام؛ حيث ادعت الحركة أن الآلية المعتمدة لتطبيق الأحكام الشرعية دقيقة ولا توجد فيها أي ثغرة.
واعتبرت الحقوقية الأفغانية أن «نظام التقاضي ناقص، إذ لا يوجد قانون مدوّن ولا آلية لتعيين القضاة، في حين أن الحركة ألغت دستور البلاد»، معتبرة أن «على الشعب الأفغاني، إذا لم يستطع تغيير طالبان، ألا يساند خطواتها غير المرغوب فيها».
بينما أكد نشطاء أفغان، أن الشعب ضحى في الداخل بالغالي والنفيس خلال العقود الأربعة الماضية من أجل الدين ومن أجل الإسلام، ولكن ثمة أولويات لا بد من إدراكها، مطالبين بضرورة الحاجة إلى دعم المجتمع الدولي بشكل متواصل، وتطبيق الحدود هو من الإسلام وجزء أساسي، لكن على طالبان أن تهتم بأمور أخرى أيضًا، كما أنها ترى الشريعة الإسلامية بنمطها الخاص.
الكاتب الأفغاني شفيق أفغان، أكد في سلسلة تغريدات له عبر موقع التواصل الاجتماعي «تويتر»، أن الشريعة الإسلامية تأمر بتطبيق الحدود، لكن قبل ذلك نحن نحتاج إلى آلية واضحة لتعيين القضاة الأكفاء، تكون لديهم كفاءة عالية كي يتمكنوا من تطبيق الحدود، معربًا عن تخوفه من أن قضاة «طالبان» قد لا تكون لديهم كفاءة كبيرة من أجل أن يتمكنوا من تطبيق الحدود على الناس في الوقت الراهن.
وفي منتصف نوفمبر الماضي أمر زعيم حركة طالبان الأفغانية الملا هيبة الله أخوند زاده القضاة بتطبيق القصاص والحدود الشرعية الأخرى لمن اكتملت قضاياهم ومرت بمراحل قانونية كافية، فيما لم تصدر أي ردود فعل محلية أو دولية إزاء ذلك إلى الآن.
وقال الناطق باسم طالبان ذبيح الله مجاهد، في تغريدة له على «تويتر»: إن زعيم "طالبان" أمر، في خطاب للقضاة، بتطبيق الحدود على اللصوص والضالعين في أعمال الاختطاف ومن يثير الفتن.
ولم يتحدث مجاهد عن تفاصيل أخرى ومتى انعقد هذا الاجتماع الذي أمر فيه زعيم "طالبان" القضاة بتطبيق الحدود.
نائب المتحدث باسم الحركة «بلال كريمي»، قال إن حكومة طالبان تعي جيدًا التزاماتها إزاء الشعب في كل الجوانب، وهي لم تتغافل عن أي جانب، وتدرك الأولويات وتفهم ما عليها من الواجبات.
وخلال فترة حكمها الأول في تسعينيات القرن الماضي؛ كانت طالبان تنفذ الأحكام والحدود بشكل مكثف، لكنها تبدو أكثر تريثًا منذ العودة لحكم أفغانستان العام الماضي، وهو ما ردّه البعض إلى محاولتها انتزاع الاعتراف الدولي، غير أن بلال كريمي قال إن التأخر حصل بسبب تكملة الآلية والعملية الإجرائية.
وكان المولوي نور الدين ترابي القيادي في «طالبان»، وهو وزير الأمر بالمعروف والنهي عن المنكر في حركة طالبان في فترة التسعينيات، والذي يشغل حاليًا منصب رئيس إدارة السجون، قال سابقًا إن تطبيق الحدود أمر ضروري لإرساء الأمن والقضاء على أعمال السرقة والاختطاف والقتل.





