ad a b
ad ad ad

انعكاسات الاتفاقية العسكرية الجديدة بين تركيا وحكومة الدبيبة

الأحد 06/نوفمبر/2022 - 03:36 م
المرجع
محمود البتاكوشي
طباعة
منذ أيام قليلة، عقد رئيس حكومة الوحدة الوطنية الليبية المنتهية ولايته عبد الحميد الدبيبة، اتفاقيتين عسكريتين مع وزير الدفاع التركي، خلوصي آكار، ما يعكس رغبة أنقرة في تعزيز نفوذها وحضورها العسكري والاقتصادي في غرب ليبيا، لاسيما أن الاتفاقيات العسكرية سبقها مذكرات تفاهم تسمح للشركات التركية بالتنقيب عن النفط والغاز على الأراضي الليبية.

الاتفاقيات العسكرية الجديدة تهدف لتعزيز قدرات الطيران الحربي لقوات غرب ليبيا، من خلال الاستفادة من الخبرات التركية في هذا المجال، بما في ذلك تقديم أنقرة لتدريبات خاصة بالطيران الحديث لقوات حكومة الدبيبة، وتقديم الدعم التركي لوحدة الطيران المسير التي أنشأها الدبيبة مؤخرًا، والحصول على مزيد من المسيرات التركية من طراز بيرقدار، وتنفيذ الاتفاقيات التي وقعتها حكومة الوفاق الوطني مع تركيا في عام 2019، والتي تسمح بتشكيل لجنة للدفاع بين البلدين، بالإضافة إلى لجنة للتعاون العسكري، فضلًا عن بروتوكول خاص بتقديم التدريبات والاستشارات والمعلومات من قبل أنقرة لقوات غرب ليبيا، ناهيك عن تقديم الدعم العسكري لهذه القوات من معدات وأجهزة متطورة.

الاتفاقيات الأخيرة بين تركيا وبين الدبيبة تعكس رغبة أنقرة في دعم ومساندة الأخير عبر توحيد قوى غرب ليبيا خلف الدبيبة، ما يؤدي إلى تكريس الانقسام السياسي بين شرق ليبيا وغربها.

ترسيخ السلطة 

تحركات عبد الحميد الدبيبة، تعكس مساعيه لترسيخ سلطته في المشهد الليبي، للحيلولة دون أي محاولة لإبعاده، ما يفتح الباب أمام تشكيل حكومة توافقية جديدة بديلة عن حكومتي الدبيبة وفتحي باشاغا، لذا يلوح باستعداده للرد عسكريًّا على أي تحركات داخلية من قبل خصومه، وبالتالي يأتي توقيع الدبيبة اتفاقيتي التعاون العسكري مع انقرة في إطار مساعيه لتعزيز قدرات قواته وجاهزيتها لصد أي هجمات مقبلة.

كما عكست التحركات التركية الراهنة مساعي أنقرة ترسيخ نفوذها طويل الأمد في غرب ليبيا، لاسيما بعد مذكرات التفاهم التي وقعتها مع حكومة الدبيبة، مطلع أكتوبر الجاري، والتي بموجبها ستشرع أنقرة في التنقيب عن النفط والغاز الليبيين.

كما تستهدف أنقرة استغلال مساعي الدبيبة للتمسك بالبقاء في السلطة، للحصول على مزيد من المكتسبات عبر تعزيز نفوذها في ليبيا، وصياغة واقع جديد في شرق المتوسط، بالإضافة إلى مواجهة التراجع المحتمل في نفوذها، خاصة بعد انفتاح قوى إقليمية على الفاعلين الرئيسيين في غرب ليبيا، الأمر الذي شكل إزعاجًا بالنسبة لأنقرة، ومَثَّل تهديدًا لمصالحها هناك.
 
ولا يمكن فصل التحركات التركية الراهنة في غرب ليبيا وبين التصعيد الراهن بين تركيا واليونان في بحر إيجه، حيث تعتبر أنقرة أن تحركات أثينا في قبرص اليونانية تشكل تهديدًا لمصالحها في شرق المتوسط ومحاولة لتحجيم النفوذ التركي، وبالتالي تسعى الأخيرة لمواجهة التحركات اليونانية عبر تعزيز حضورها في غرب ليبيا، فضلاً عن التلويح بالتنقيب في المياه الإقليمية لليبيا، بموجب اتفاقية ترسيم الحدود البحرية التي وقعتها أنقرة مع حكومة الوفاق الوطني عام 2019.

تهديد القوى الفاعلة في الملف الليبي

تمثل التحركات التركية الأخيرة، تهديدا للقوى الفاعلة في الملف الليبي، خاصة تلك القوى الداعمة للشرق الليبي، ما يدفعها إلى وقف إنتاج وتصدير النفط والغاز مرة أخرى من أجل دفع القوى الدولية للضغط على أنقرة لوقف تغلغلها في غرب ليبيا.

وتنذر تلك التحركات باحتمالية تأجيج المشهد من جديد، وأكبر دليل على ذلك التدريبات العسكرية التي أشرف عليها الدبيبة للمجموعات العسكرية التابعة له بغرب ليبيا بعد أيام قليلة من الاستعراض العسكري الذي نظمه الجيش الوطني الليبي بقيادة المشير خليفة حفتر، حيث نظمت إدارة المدفعية والصواريخ بالجيش الوطني الليبي استعراضًا لوحدات إطلاق الصواريخ الباليستية من طراز آر- 17 إلبروس، ورفع كفاءة منظومة الصواريخ بعيدة المدى، في مؤشر مهم على تصاعد وتيرة الاحتقان الداخلي، مما ينذر بتفجر الأوضاع في ليبيا.

الكلمات المفتاحية

"