ad a b
ad ad ad

«أعطني ليبيا مقابل بقائك».. صفقة أردوغان الطامع والسراج الخانع

الأربعاء 24/يونيو/2020 - 08:44 م
المرجع
شيماء يحيى
طباعة

لم يبذل الرئيس التركي رجب طيب أردوغان جهدًا كبيرًا في السعي خلف مآلاته، وحصل على مقابل دعمه لحكومة الوفاق بقيادة فايز السراج في مواجهة الجيش الليبي، ليس بمقتضى مذكرتي التفاهم الموقعتين بينهما، ولكنه كان مقابلًا لحماية وتمكين حكومة السراج للبقاء في الحكم بأي ثمن، حتى لو كانت ليبيا نفسها هي الثمن.

«أعطني ليبيا مقابل

أطماع تركية تهدد أوروبا

وقد بدت أطماع أردوغان في الثروات الليبية جلية، ومنها السيطرة المتوقعة على قاعدة الوطية الجوية، وتأسيس قواعد بحرية بحماية عسكرية على الشاطئ الليبي، بعد إعلانه عن اقتراب تنقيب بلاده عن النفط، وحماية مساعيه في تحقيق الحلم الأردوغاني والخلافة العثمانية الجديدة، مستغلًا هذه البقعة المهمة لجعلها مركزًا يخدم مصالح الميليشيات المتطرفة والمرتزقة في مواجهة وابتزاز دول المنطقة والدول الأوروبية، وذلك بمساندة حكومة السراج مقابل حمايتها بالأسلحة اللامحدودة.


وتوقع خبراء أن قاعدة الوطية من الممكن أن تتحول إلى عقبة كبيرة أمام ليبيا خاصةً والدول الأوروبية، لموقعها الذي يسمح بسهولة قيام تركيا بنقل العداد والأسلحة والمرتزقة إلى غرب ليبيا، وتسيير مسيرهم إلى الجانب الأوروبي.


وللمزيد.. بعد اليابسة.. انتهاكات «أردوغان» تطال عالم البحار

«أعطني ليبيا مقابل

اتفاقية مشبوهة

في 27 نوفمبر 2019، تم توقيع اتفاقية ترسيم الحدود البحرية التركية الليبية بين الرئيس التركي أردوغان، وفايز السراج رئيس حكومة الوفاق، إلا أنه تدار أقاويل بأن أردوغان ابتز حكومة الوفاق من أجل إبرام الاتفاقية البحرية المشبوهة.


فقد كشفت صحيفة «كاثمريني» اليونانية، أن الرئيس أردوغان قايض السراج بالأسلحة، وبالفعل أرسل له الكثير من الأسلحة والذخائر مقابل التوقيع على الاتفاقية رغم علمه أن البرلمان الليبي لن يوافق عليها، فقد تجاهلت الاتفاقية المياه الإقليمية حول جزيرة قبرص المقسمة، وعدد من الجزر اليونانية، بما في ذلك جزيرة كريت.

«أعطني ليبيا مقابل

صور الابتزاز

وقال محمد ربيع الديهي، الباحث في العلاقات الدولية: إن هناك تعددًا في أشكال وأساليب الابتزاز التركي لحكومة الوفاق مقابل دعم الأولى للسراج؛ من أجل استمراره في الحكم، فمقابل إرسال أردوغان مرتزقة إلى ليبيا حصل على العديد من المكتسبات من خلال حكومة الوفاق،  أبرزها موافقة الوفاق على قرار أنقرة بالتنقيب عن الغاز قرب السواحل الليبية، فضلًا عن الاتفاق الأمني الذي وقع بين الوفاق وأنقرة، واتفاق ترسيم الحدود البحرية بين تركيا وليبيا، بانتهاك واضح وصريح للقانون الدولي، مع علم كلا الطرفين أنه لا توجد حدود مشتركة بينهم، ولا تجاور جغرافي، إلا أن ابتزاز تركيا للوفاق جعل أردوغان يستخدم حكومة الوفاق لنكاية الدول التي يرغب أردوغان في إزعاجها، مثل اليونان وقبرص ومصر، إما من خلال استخدام الاتفاقية الأمنية، أو من خلال استغلال الأوضاع السياسية في ليبيا؛ لتهديد الأمن الإقليمي في المنطقة.


وأضاف الباحث في تصريح لـ«المرجع»، أن الدعم المالي الذي تقدمه حكومة السراج إلى أردوغان بهدف ضمان استمرار أنقرة في حمايته للبقاء في الحكم، فبحسب بعض التقارير، قامت حكومة الوفاق بضخ 4 مليارات دولار أمريكي في البنك المركزي التركي، فضلًا عن 8 مليارات دولار نقدًا عبارة عن قيمة استئجار القوات والسفن التركية والمرتزقة والإرهابيين القادمين من سوريا، إضافةً لعمليات منظمة بين تركيا وحكومة الوفاق من أجل تهريب أموال الشعب الليبي إلى أنقرة، من خلال عمليات شراء سلع وهمية للحصول على أموال من البنك المركزي يتمكنون من تهريبها إلى الخارج؛ إذ يأتي ذلك في إطار عمليات سرقة الأموال التي يتورط فيها الرئيس التركي أردوغان، والتي وصلت إلى سرقة 25 مليار دولار من ليبيا، فضلًا على إجبار تركيا لحكومة الوفاق على شراء صفقات أسلحة في ظل قرار أممي بحظر توريد الأسلحة إلى ليبيا؛ حيث بلغ مقدار صفقات التسليح التركية إلى ميليشيات ليبيا أكثر من 10 مليارات خلال عام 2019.


وللمزيد.. بسبب «الوفاق».. أموال الشعب الليبي في قبضة البنوك التركية

"