عودة الداعشيات لكندا وسط تشديدات أمنية وقانونية
استعادت كندا دفعة جديدة من مواطنيها الدواعش من مخيمات التنظيم في شمال شرق سوريا، وضمت الدفعة طفلين وامرأتين اعتقلا فور وصولهما المطار بتهم الانضمام لجماعة إرهابية.
أعلنت الحكومة الكندية إلقاء القبض على الداعشيتين أميمة شواي البالغة من العمر 27 عامًا وكيمبرلي بولمان عقب وصولهما إلى مطار مونتريال، ووجهت لهما تهم الهروب من كندا من أجل الانضمام لتنظيم إرهابي والمشاركة في عمليات عنيفة.
عودة الداعشيات لكندا وسط تدابير أمنية
تأتي العودة الأخيرة ضمن حملات موازية تقودها أغلب الدول الغربية لاستعادة مواطنيها من مخيمات سوريا، إذ ضمت الحملات دولًا كانت رافضة نهائيًّا لعودة مواطنيها الدواعش كبريطانيا وفرنسا وغيرهما، ما يُظهر اهتمامًا دوليًّا جادًا لاستعادة الإرهابيين، أو ربما وصلت تلك الدول لدرجة تأهب باتت تسمح لهم بفتح المجال أمام عودة الدواعش.
إن إلقاء القبض مباشرة على السيدتين العائدتين إلى كندا يمثل خطوة جادة نحو تهيئة القوانين الغربية، بما يُمكِّن الحكومات من حماية أمنها القومي دون الإضطرار لبرامج إدماج اجتماعي تخلط بين الإرهابيين العائدين حديثًا وعامة الشعب.
بينما تتوقف تلك الخطوة على نجاعة المواد القانونية والأجهزة الحكومية في إثبات تورط العائدين في جرائم عُنف ارتكبت خارج البلاد، إلى جانب تكييف القوانين لتضمن مدد سجن عادلة للمتورطين في جرائم حقيقية، دون خلط بين الشخصيات المختلفة.
ويبقى ملف الأطفال العائدين شائكًا لاحتياجهم لمزيد من برامج الرعاية الاجتماعية والنفسية ليتمكنوا من تخطي أزماتهم دون تأثير جم على مستقبلهم وبالتالي مستقبل الدول العائدين لها.
تحديات كندية لمواجهة الإرهاب
لا تزال كندا تتحفظ على عودة الدواعش الرجال كغيرها من الدول الغربية، لما تمثله تلك العودة من مخاطر على أمنها القومي، كما أن عودة النساء في حد ذاتها تنطوي على محاكمات ومحاسبة قانونية وليس مرورًا سهلًا للبلاد.
إذ بدأت البلاد تشدد من إجراءاتها لمكافحة الإرهاب عقب إطلاق نار وقع في أكتوبر2014، عندما أطلق كندي يُدعى مايكل زهف بيبو النار على جندي أمام النصب التذكاري بالعاصمة أوتاوا ما أدى إلى مقتل الجندي، قبل أن تتدخل القوات الأمنية وتقتل المنفذ.
ومن جهة أخرى تزايد اهتمام كندا بملف اليمين المتطرف، فبعد حادثة اقتحام الكونجرس الأمريكي التي وقعت في 6 يناير 2021 والتي راح ضحيتها 4 أشخاص، أعلنت البلاد تصنيف حركة براود بويز حركة إرهابية لتخوفها من حدوث مد فكري لهذه الجماعة على أرضها، وتتهم براود بويز بأنها المتورط الرئيس في واقعة اقتحام الكونجرس التي شنها بعض عناصر اليمين المتطرف اعتراضًا على خسارة دونالد ترامب للانتخابات الرئاسية الأمريكية السابقة وفوز جو بايدن.
أن تنامي اليمين المتطرف في دولة تستعد لاستقدام مواطنيها الدواعش من المخيمات ينذر بتهديد عميق للأمن القومي، ومن ثم تتحسب حكومة البلاد لتهيئة القوانين والمؤسسات لاستيعاب التحديات الأمنية المتزايدة في هذا الملف، فبمرور الوقت برز ملف اليمين المتطرف كقوة قادرة على إحداث قلائل في الشارع وليس مجرد إيديولوجية تنتشرإلكترونيًا فقط، كما أن هذه القوى يمكن توظيفها لإحداث مشكلات مقصودة بداخل الدول الغربية لصالح استخبارات معادية تغذي أفكار المؤامرة لدى هؤلاء المتطرفين.





