«كتائب الظل».. عودة عناصر الإخوان المسلحة لاختراق مظاهرات السودان

في سبعينيات القرن الماضي، عملت جماعة الإخوان على غرس مجموعات أمنية أسمتها «كتائب الظل» داخل الأجهزة الأمنية السودانية؛ وذلك ضمن سياسة التمكين التي تنتهجها الجماعة لحماية مصالحها وضمان استمراريتها في الحكم.
وفي خطوة تصعيدية منها، حاولت جماعة الإخوان الإرهابية ممثلة في ذراعها المسلح
«كتائب الظل»، في اختراق صفوف المتظاهرين السودانيين خلال انتفاضتهم الجديدة التي
تحمل اسم «مليونية القصاص العادل»؛ التي يطالب من خلالها الشعب السوداني بالتحقيق المستقل
وتقديم الجناة إلى العدالة.

العنف الإخواني
بدورها، أكدت «قوى الحرية والتغيير» في السودان، وجود محاولات لجرّ البلاد لدائرة العنف، متهمةً النظام البائد وكتائب الظل بهذه المحاولات؛ حيث أصدرت «لجنة العمل الميداني» التابعة لقوى الحرية والتغيير، بيانًا كشفت فيه وجود محاولات لاختراق مجموعات من الثوار وزرع بعض منتسبي النظام السابق وفلوله وسطهم، كما أشارت اللجنة إلى توزيع النظام أسلحة نارية لبعض هذه المجموعات.
وأكدت أن هذا المخطط يهدف لافتعال العنف على نطاق واسع بدفع هذه المجموعات لإطلاق الرصاص الحي على المواطنين والقوات النظامية، مضيفة: «أنها محاولة لجرّ البلاد لدائرة العنف بغرض قطع الطريق أمام ثورة شعبنا العظيم من الوصول إلى أهدافها وفق إعلان الحرية والتغيير».
وأكدت اللجنة الميدانية أن هذا المخطط يتم بتدبير وإدارة وتنسيق ومتابعة مباشرة من واحد من قيادات الجهاز سابقًا، موضحةً أن هذا القيادي تمت إحالته للتقاعد في 2018 واتهامه في قضايا فساد مالي، وقد قبع في السجن لفترة قبل إطلاق سراحه في الشهور السابقة.
وحمّلت اللجنة المجلس العسكري الانتقالي، المسؤولية كاملة عن أي أحداث للعنف والقتل وإراقة دماء السودانيين تنتج عن هذا المخطط، متابعة: «لن نتراجع عن استخدام كل وسائل المقاومة السلمية حتى تمام الوصول بثورة شعبنا إلى غاياتها، وهي وسائل وأدوات شرعية وقانونية تقر بها وتحميها المواثيق الدولية، وسنستمر في تسيير المواكب والتظاهرات وإصدار جداول العمل الثوري السلمي المقاوم».
وشدد البيان على أن ميليشيات النظام وكتائبه وقياداته السابقة والحالية ظلوا يقرأون من الصفحة نفسها البالية المهترئة، والتي مزقتها جماهير الشعب السوداني الثائرة المتمسكة بسلميتها رغم العنف والبربرية والوحشية المستمرة.

الاضطرابات الأمنية
تحذيرات «الحرية والتغيير» تأتي بالتزامن مع مواكب احتجاجية انطلقت اليوم الخميس، للمطالبة بالقصاص لقتلى الاحتجاجات؛ إذ خرج مئات الآلاف إلى الشوارع بعدما دعت المعارضة إلى مسيرة مليونية احتجاجًا على مقتل تلاميذ خلال مظاهرة هذا الأسبوع.
في السياق ذاته، قالت لجنة أطباء السودان: إن ما لا يقل عن أربعة متظاهرين قتلوا وأصيب كثيرون في إطلاق نار بمدينة أم درمان اليوم الخميس.
بدوره، قال الدكتور محمد عزالدين، الباحث المتخصص في الشؤون الأفريقية، في تصريح لـ«المرجع»: إن الإخوان لا يعيشون إلا في حالة الفوضى والاضطرابات السياسية والأمنية؛ لذا يسعون دائمًا لإثارة القلاقل وإشعال الفتن، بالتفرقة بين المؤسسات الكبيرة الوطنية مثل الجيش والشرطة والقضاء.
وأوضح «عزالدين»، أن الإخوان في السودان لعبوا على وتر الاستقطاب السياسي لتفرقة الشعب عن بعضه؛ مؤكدًا أن المخططات الإخوانية هدفها العودة للحكم مرة ثانية، مؤكدًا أن الجماعة تفكر كل يوم في خطة للإيقاع بالثورة السودانية إلى الهاوية.