شح الموارد خطر يهدد منطقة الساحل الأفريقي
الخميس 03/نوفمبر/2022 - 08:12 م
أحمد عادل
شح الموارد المتمثل في نقص المياه والغذاء وانحسار الأراضي الصالحة للعيش، خطر يهدد منطقة الساحل الأفريقي، الأمر الذي استوجب تحذيرات دولية خشية اندلاع حروب، في ثاني أكثر مناطق العالم تضررًا من الإرهاب، إذ حذرت منظمة الصليب الأحمر الدولية، من اندلاع صراعات في تلك المنطقة على خلفية تصاعد التوترات التي قد يحدثها شح الموارد.
وطالبت رئيسة اللجنة الدولية للصليب الأحمر ميريانا سبولجاريتش، الخميس 27 أكتوبر الجاري، بـتهدئة الضغوط الناجمة عن نقص المياه والغذاء وانحسار مساحة الأراضي الصالحة للعيش نتيجة الاقتتال والعنف علاوة على التصحر وتغيرات المناخ الحادة، حتى لا يتسبب ذلك في انشقاقات ونزاعات بين النازحين والمجتمعات المضيفة.
وخلال زيارتها العملياتية الأولى للمنطقة، قالت سبولجاريتش: «علينا كسر هذه الحلقة المفرغة من تغير المناخ والعنف الذي يمنع الناس من العيش على أراضيهم»، مشيرة إلى أن المساعدات الإنسانية شحيحة، وأن الكثير من النازحين لا يجدون مخرجًا من الأزمات.
ووفق سبولجاريتش، فإن النساء النازحات فقدن الكثير من الأزواج والإخوة، وتصاعد الإرهاب في دول بوركينا فاسو ومالي وغرب النيجر بشكل أسرع من أي منطقة أخرى في أفريقيا، بزيادة 140 في المائة منذ عام 2020، وأسفر هذا عن مقتل 8 آلاف شخص، ونزوح 2.5 مليون، فيما وصل عدد ضحايا هجمات تنظيم «داعش» وحده خلال 2022، إلى نحو ألف قتيل، كما يشير تقرير أصدره مركز أفريقيا للدراسات الاستراتيجية، ومقره واشنطن.
وكشف تقرير أصدره مركز أفريقيا للدراسات الاستراتيجية، أن الحكومات في منطقة الساحل الأفريقي أظهرت عدم القدرة على مواصلة الضغط على الجماعات المتشددة وتوفير الأمن للمجتمعات.
وبحسب التقرير، تكبدت قوات الأمن في منطقة الساحل الإفريقي خسائر فادحة في الصراعات ونجح المسلحون في استهداف قوات الأمن في هجماتهم في جميع أنحاء مالي وبوركينا فاسو والنيجر، وسمحت قدرات التنقل والاستخبارات الفائقة للجماعات المسلحة باجتياح القواعد العسكرية الثابتة، ما أدى إلى سقوط مئات الضحايا بين القوات المسلحة.
وتشير منظمة الصليب الأحمر الدولية إلى أن العنف أجبر 4.5 مليون شخص على ترك منازلهم في مالي والنيجر وبوركينا فاسو، بزيادة قدرها 200 في المائة في العامين الماضيين.
وفي سياق متصل، حذرت لجنة الإنقاذ الدولية، الخميس 27 أكتوبر 2022، من وضع إنساني خطير في دولة النيجر، وعلى نطاق أوسع في منطقة الساحل الأفريقي، بسبب التدهور الأمني الذي تتسبب فيه الجماعات الإرهابية وآثار التغير المناخي.
وقال نائب رئيس المنظمة في أوروبا هارلم ديزير لوكالة الصحافة الفرنسية، إن النيجر تستقبل أكثر من 660 ألف نازح أو لاجئ، بسبب النزاعات التي تشهدها المنطقة، وأشار إلى أن انعدام الأمن الغذائي يطول هناك 4.4 مليون شخص، مضيفًا أن حالات سوء التغذية الحاد لدى الأطفال دون سن الخامسة صارت مأساوية.





