طالبان تلاحق عناصر «داعش» بحثًا عن ثقة المجتمع الدولي
الخميس 27/أكتوبر/2022 - 02:26 م
مصطفى كامل
على الرغم من نفي حركة طالبان الحاكمة في أفغانستان الوجود الداعشي داخل أراضي البلاد، لكنها أعلنت ملاحقتها عناصر تنظيم «داعش خراسان»، في وقت تسعى فيه الحركة إلى استعادة الثقة أمام المجتمع في الجانب الأمني، لتحسين صورتها التي اهتزت بعد سلسلة هجمات داعشية استهدفت الحركة ذاتها.
تصعيد العمليات
وأعلنت حكومة طالبان تصفية ستة من أعضاء تنظيم «داعش- خراسان»، خلال عملية أمنية في العاصمة كابل، ضمن تصعيد عملياتها ضد التنظيم الإرهابي الذي أحرجها في الداخل والخارج بكثرة هجماته.
وصرّح قاري يوسف أحمدي، المتحدث باسم «طالبان»، بأن قوات الأمن استهدفت عناصر «داعش» في مخبأ لجأوا إليه بعد مشاركتهم في تنفيذ هجومين كبيرين الأيام الأخيرة، أحدهما على مسجد وزير أكبر خان، والآخر على معهد «كاج» التعليمي، أسفر عن مقتل عشرات الطالبات.
وتأتي تلك العملية بعد أسبوع من إعلان «داعش- خراسان» أن «طالبان» قتلت «أبو إبراهيم الخراساني»، أحد قادته، خلال مداهمة قوات أمنية لبيت يختبئ داخله، كما ورد في صحيفة "النبأ" التابعة للتنظيم.
وتصعيد «طالبان» ضد «داعش- خراسان»، مدفوع برغبتها في تحسين صورتها التي اهتزت بعد سلسلة هجمات داعشية استهدفت الحركة ذاتها، والمدنيين، ومصالح أجنبية، أظهرت طالبان عاجزة عن تحقيق الأمن، ضمن مخطط «داعش» لإزاحتها عن الحكم والاستيلاء عليه وضم أفغانستان لخلافته المزعومة.
جيوب صغيرة
وأنكرت الحركة الحاكمة لأفغانستان وجود التنظيم على أراضيها، واعتبرت أن ما أبلغتها به موسكو بأن هناك أكثر من ستة آلاف مقاتل من تنظيم «داعش خراسان» في أفغانستان غير حقيقي، مدعية أن التنظيم الإرهابي لديه عدد أقل بكثير من المقاتلين الموجودين هناك، وأن أنشطة التنظيم تقتصر على جيوب صغيرة شرق أفغانستان، الأمر الذي يعكسه التنظيم الإرهابي من خلال عملياته الإرهابية التي شنها خلال تولي الحركة السلطة في أفغانستان منذ أغسطس 2021.
ويؤكد المشهد الأفغاني القائم، أن الهدف الأساسي من تكثيف تنظيم «داعش خراسان»، الهجمات الإرهابية ضد المواطنين والمصالح الأجنبية في الداخل الأفغاني، هو إزاحة حركة طالبان عن أفغانستان، فالتنظيم يتعدى الأهداف التقليدية وصولًا إلى مرحلة السيطرة التنافسية، بتعمد إظهار حركة «طالبان» في موقف الضعف والعاجز تمامًا عن السيطرة.
وخلال تولي حركة "طالبان" مقاليد الحكم في أفغانستان، صعَّد «داعش خراسان»، من عملياته الإرهابية، والتي بدأت في أكتوبر 2021، باستهداف مسجد للشيعة بولاية قندوز، قتل 46 شخصًا وأصيب 143 آخرين، أعقبه تفجير في أبريل 2022، استهدف مسجدًا في مدينة مزار شريف، قتل على إثره 11 وأصيب 32، وتفجير ثالث في يونيو 2022 استهدف مسجدًا شيعيًّا في مديرية الإمام صاحب أثناء صلاة الجمعة، قتل فيه شخص وأصيب 4؛ وآخر في مايو 2022، بتفجير مسجد شيعي في كابل، قتل 14 شخصًا، وفي الأخير استهداف السفارة الروسية بأفغانستان، حيث وقع تفجير في سبتمبر الماضي قرب السفارة الروسية، قتل 6، منهم اثنان من موظفي السفارة، وأصيب 10، وسط إجراء موسكو محادثات مع طالبان للاعتراف بحكومة الأخيرة.





