توسع التهديدات الإرهابية على الحدود بين النيجر وبنين
الإثنين 31/أكتوبر/2022 - 04:44 م
محمود البتاكوشي
أصبحت التهديدات الإرهابية، صداعًا مزمنًا لسكان المناطق الحدودية بين كلا من النيجر وبنين في غرب إفريقيا، التي كانت حتى وقت قريب بمنأى عن أعمال العنف، الذي تشهده النيجر منذ سنوات، لكن في سبتمبر الماضي، شنت عناصر إرهابية هجومًا على نقطة جمركية في مالانفيل، أقرب مدينة في بنين من النيجر، ما أسفر عن مقتل شخصين.
وشهدت الفترة الأخيرة نشاطًا ملحوظًا للجماعات المسلحة التابعة لتنظيمي «القاعدة» و«داعش»، وهو ما خلف مئات القتلى في المنطقتين المجاورتين تيلابيري وتاهوا في الغرب، بالقرب من مالي وبوركينا فاسو.
ودفعت الهجمات الإرهابية، النيجريين إلى تجنب الطرق المؤدية إلى ميناء أبيدجان أو لومي عبر بوركينا فاسو، وعبور ممر دوسو لتحميل البضائع من ميناء كوتونو في بنين، وذلك وفقًا لتصريحات أحمد جدود، وزير مالية النيجر، إذ أكد أنه بسبب الأزمة الأمنية، أصبح أحد الممرات الواصلة بين لومي وبوركينافاسو ونيامي شبه خالٍ من الشاحنات، وهذا يشكل عقبة أمام جمع الإيرادات.
كما أعرب رئيس النيجر محمد بازوم، مؤخرًا عن قلقه من احتمال تدهور الأمن في هذه المنطقة، وكإجراء وقائي، وعد بإنشاء كتيبة عسكرية في كايا مجهزة بكل الوسائل لمراقبة 266 كم من الحدود بين النيجر وبنين، مؤكدًا أن الأخيرة شريك استراتيجي لبلاده، لذا تم توقيع اتفاقية بين البلدين في يوليو 2022، لمحاربة الإرهاب، تنص بشكل خاص على تبادل المعلومات الاستخبارية وتنفيذ عمليات عسكرية مشتركة.
وأكد رئيس النيجر في تصريحات سابقة أن بلاده، لن تتوقف عن محاربة الإرهاب حتى تقضي عليه وتجفف منابعه، لاسيما جماعة بوكو حرام وتنظيمي داعش والقاعدة، الذين أصبح لهم نشاط ملحوظ على حدود بنين والنيجر.
يذكر أن «بنين» كانت تعد من الدول القليلة في غرب إفريقيا التي تتمتع باستقرار نسبي، لكنها بدأت تتعرض منذ 2021 لهجمات إرهابية متتالية تجاوزت 20 هجومًا من الجماعات الساعية للتمدد من الساحل نحو خليج غينيا، وذلك يؤكد قوة وعنف الهجمات الإرهابية، وهو ما دفع بورتو نوفو لتعزيز تعاونها العسكري مع عدة دول، كان أبرزها رواندا، والنيجر.
وإزاء تزايد عمليات التوغل وأحيانًا الهجمات الدامية، تعمل بنين والنيجر على تطوير ردهما الأمني والسياسي، ومحاولة تفادي تكرار الأخطاء ذاتها التي ارتكبتها دول الساحل المجاورة.
في السياق ذاته حذر مركز «السياسات من أجل الجنوب الجديد» المغربي، في تقرير صدر في أغسطس 2022 من أن نشر قوات على الحدود لن يكون مجديًا، مثلما حصل في الساحل، لأن المجموعات الجهادية ليست جيوشًا تقليدية وهي تنتشر من خلال بث أفكارها واستغلال استياء السكان في هذه المناطق المهملة في غالب الأحيان، مؤكدًا أن الهجمات ليست سوى رأس جبل الجليد، فيما تغرس جذوره في الأعماق، فالجماعات الإرهابية، لا تحتل أراضي بل تشن فيها عمليات توغل وهجمات متطورة لا يمكن تنفيذها إلا بناء على معلومات استخباراتية جيدة وتواطؤ عناصر محليين، فالتهديد الحقيقي يكمن في الواقع في عمليات تجنيد سكان محليين.





