تغيير القائد العسكري وانتظار هدنة الشتاء.. المأزق الروسي في أوكرانيا
الثلاثاء 11/أكتوبر/2022 - 07:04 م
محمود البتاكوشي
تعرضت روسيا خلال الأيام الماضية لعدة هزائم على الأراضي التي استولت عليها في أوكرانيا منذ بدء الحرب بين الجانبين، في 24 فبراير الماضي، إذ انسحب الجيش الروسي أمام هجوم القوات الأوكرانية المضاد من مدن عدة.
وبحسب خبراء عسكريين فإن الجيش الأوكراني، يسعى لعبور نهر "دنيبر"، لمحاصرة شبة جزيرة القرم، مع مواصلة اختراق الجبهة الروسية في الشمال، قبل حلول فصل الشتاء، لاسيما مع تراجع وانسحاب القوات الروسية من بعض المدن والقرى الأوكرانية، وإن كانت قدرات الجيش الأوكراني لا تسمح بذلك.
تحذير من غضبة الدب الروسي
وحذر هؤلاء من غضبة الدب الروسي، قائلين إنه لم يستخدم قوته الضاربة حتى الآن، وفي نفس الوقت يحاول تجميد الموقف حتى الشتاء لإعادة التعبئة بوصول مجندين جدد ومعدات ووحدات جديدة، لاستئناف القتال في فبراير 2023.
في الوقت نفسه يعد تعيين الجنرال سيرجي سوروفيكين قائدًا للقوات الروسية في أوكرانيا، دليلًا دامغًا على فشل الجيش الروسي وتخبطه في المستنقع الأوكراني، إذ انسحبت القوات الروسية بداية سبتمبر الماضي من القسم الأكبر من منطقة خاركيف، إثر هجوم أوكراني مضاد أتاح لكييف استعادة السيطرة على آلاف الكيلومترات المربعة من أراضيها.
كما خسرت موسكو 500 كيلو متر مربع من الأراضي في منطقة خيرسون جنوبي أوكرانيا، ونجت بصعوبة بالغة من الطوق الذي ضرب حول بلدة ليمان الاستراتيجية بمقاطعة دونيتسك التي باتت تحت سيطرة القوات الأوكرانية.
فضلًا عن تفجير جسر القرم ذي الأهمية الاستراتيجية بالنسبة لموسكو، إذ يشكل شريانًا رئيسيًّا لإيصال الإمدادات إلى شبه الجزيرة التي ضمتها موسكو، وإلى القوات الروسية في جنوب أوكرانيا.
يذكر أن الجنرال سيرجي سوروفيكين، شارك في الحرب الأهلية بطاجيكستان خلال تسعينيات القرن الماضي، وفي حرب الشيشان الثانية في بداية الألفية الثالثة، وفي التدخل الروسي في سوريا الذي بدأ عام 2015، وكان يتولى قيادة القوات الجوية الروسية منذ 31 أكتوبر 2017، بالإضافة إلى قيادة القوات الروسية الجنوبية في أوكرانيا.
فقد السمعة الدولية
يرى خبراء عسكريون، أن موسكو تعتبر خاسرة للحرب إذا انسحبت من جميع الأراضي الأوكرانية التي سيطرت عليها، أما إذا احتفظت بها، فذلك انتصار ولو كان جزئيًّا، ولكن جيشها فقد رصيده عسكريًّا، ويشهد اقتصادها تحولًا، كما فقدت سمعتها دبلوماسيًّا.
ومن السابق لأوانه معرفة هل تخسر روسيا أم تنتصر، لأن الحرب ليست شأنًا عسكريًّا فحسب، بل هي قضية سياسية، فخطاب الرئيس الروسي فلاديمير بوتين، في 30 سبتمبر المنصرم، يبدو منه أنه يخوض حربًا طويلة، رغم أن روسيا تعاني نكسات تكتيكية متتالية.
وأثارت تلك الهزائم انتقادات داخل النخب الروسية، وهاجم الزعيم الشيشاني رمضان قديروف القيادة العسكرية، في حين دعا المسؤول البرلماني أندري كارتابولوف علنًا الجيش إلى الكف عن الكذب، لدرجة أن الانتقادات وصلت إلى بوتين شخصيًّا، إذ أكدت الاستخبارات الأمريكية رفض أحد أعضاء الدائرة المقربة من الرئيس الروسي طريقة تعامل الأخير مع هذه الحرب، وسوء إدارة المجهود الحربي، والأخطاء التي يرتكبها من ينفذون الحملة العسكرية، ما ينذر بتراجع شعبيته.
في المقابل، قال دميتري بيسكوف، المتحدث باسم الكرملين، إنه لا توجد انقسامات داخل دائرة الحكم في روسيا، لكن هناك نقاشات حول قرارات حاسمة، حول الاقتصاد، وسير العملية العسكرية، مشيرًا إلى وجود خلافات في الرأي في مثل تلك اللحظات.
كما طالبت مارجريتا سيمونيان، رئيسة تحرير قناة روسيا اليوم الإخبارية الحكومية، والتي هي من أبرز المقربين للكرملين، بإعدام جنرالات الجيش الروسي بسبب الهزائم التي تعرضوا لها، كما فعل الجنرالات في الحرب العالمية الثانية، إذ إن التراجعات الأخيرة في أوكرانيا، مماثلة لانهيار الجبهة الغربية لروسيا قبل ثمانية عقود.





