اتساع رقعة الغضب الشعبي في مواجهة نظام الملالي
مع اتساع نطاق الاحتجاجات في طهران تصاعدت الدعوات للانشقاق عن النظام الإيراني، وذلك مع تراجع سيطرة النظام على الشوارع والميادين ومشاركة عدد كبير من المواطنين؛ خاصة في المناطق الغربية للبلاد، وباتت فئات عديدة مقتنعة بجدوى الانتفاض ضد النظام الديني السلطوي الذي يمارس القمع على نطاق واسع بدوافع عنصرية.
ويحتمل أن يوحد هذا الأمر الأقليات العرقية المنتشرة في أطراف البلاد.
اتساع رقعة الغضب الشعبي
وفي خطوة تعكس اتساع نطاق الغضب أصدر المجلس التنسيقي لنقابات المعلمين في إيران، بيانًا رفض فيه أعمال اعتقال التلاميذ والمحتجين ووجه مطالباته إلى معلمي وتلاميذ البلاد يحثهم فيه على التوقف عن الذهاب إلى المدارس خلال يومي الإثنين والأربعاء كرمز على مشاركته في الاحتجاجات الشعبية ضد النظام.
كما بدأت جهود توحيد عمل المنظمات والتيارات والأحزاب الكردية في إيران، من أجل دعم الانتفاضة الشعبية التي وصلت إلى أحياء العاصمة الإيرانية طهران، حيث ردد المتظاهرون هتافات ضد النظام والمرشد الأعلى علي خامنئي، وهتفوا بالموت لقوات الباسيج التابعة للحرس الثوري التي تمارس القمع ضد المواطنين.
ولم تقتصر الاحتجاجات على مناطق العرقية الكردية فقط بل امتدت لتشمل أجزاء من اقليم بلوشستان جنوب شرق البلاد ووردت أنباء عن وقوع اشتباكات مسلحة في بعض المدن بين المتظاهرين في مناطق البلوش السنة وقوات الأمن الإيرانية، فيما سيطر مواطنون غاضبون على بعض الشوارع وطردوا منها رجال الأمن.
المعارضة تنشط
كما نشط أفراد المعارضة الإيرانية في المهجر في دعم احتجاجات الداخل ضد قوات النظام، ونظم إيرانيون مسيرات متزامنة في عدة مدن أوروبية ففي باريس تحرك المتظاهرون الغاضبون نحو سفارة إيران بهدف اقتحامها لكن الشرطة الفرنسية استخدمت الغاز المسيل للدموع لتفريقهم واشتبكت معهم.
وفي لندن أرسلت السلطات البريطانية قوات خاصة لحراسة السفارة الإيرانية عقب محاولات فاشلة لاقتحامها، وفي إيطاليا أمسك المتظاهرون بجاسوس يعمل لصالح النظام الإيراني، اتهموه بأنه كان يلتقط صورًا وفيديوهات ليرسلها إلى الأمن الإيراني لكن تدخلت الشرطة الإيطالية لإنقاذه من المحتجين الإيرانيين بعد أن قاموا بضربه.
وتجدر الإشارة إلى أن هذه الاحتجاجات هي الأوسع نطاقًا منذ تظاهرات 2019 التي بدأت بعد ارتفاع أسعار البنزين خلال الأزمة الاقتصادية، وشملت حينها مائة مدينة تقريبًا، ولكن من المتوقع أن تهدأ الاضطرابات في الأيام المقبلة إن لم يتم التنسيق بين مختلف القوميات والأحزاب المعارضة في أنحاء البلاد.





