إسرائيل تُصعد هجماتها على مواقع إيرانية في سوريا
وسط ترقب المجتمع الدولي لما ستؤول إليها الحرب الروسية الأوكرانية التي أثرت بشكل سلبي على الاقتصاد العالمي، ومفاوضات إحياء الاتفاق النووي بين إيران وبين الغرب، والتي لم تنجح حتى الآن في التوصل لأى نتيجة إيجابية؛ صعَّدت إسرائيل هجماتها على أهداف إيرانية في الأراضي السورية خلال الفترة الماضية، حيث ركزت على استهداف المواقع العسكرية الواقعة في محيط مطاري دمشق وحلب الدوليين، متهمة نظام الملالي باستخدام هذه المنطقة لتهريب الأسلحة والذخائر وطائراتها المسيرة لتخزينها في مستودعات تابعة له في سوريا.
آخر الهجمات الإسرائيلية كان مساء السادس من سبتمبر الجاري، إذ شن سلاح الجو الإسرائيلي هجومًا جويًّا لاستهداف مطار حلب الدولي بثلاثة صواريخ.
ويعد هذا الهجوم، الثاني خلال أسبوع ما تسبب في خروج المطار عن الخدمة بسبب الأضرار المادية التي لحقت به، ونجم عنه وقوع قتلى وجرحى في صفوف ميليشيا الحرس الثوري الإيراني، ما دفع الميليشيا لنشر قوات أمنية على مسافة من المطار لمواجهة أي عمليات مقبلة.
مواجهة النفوذ الإيراني
ويبدو أن التصعيد الإسرائيلي في مطار حلب، جاء لضرب
محاولات إيران توسيع نفوذها في حلب، خاصة بعد سحب روسيا مؤخرًا جزءًا من قواتها
بهذه المنطقة لاستخدامها في حربها مع أوكرانيا، ووجود معلومات تفيد بأن القوات
الإيرانية في سوريا وسعت من عمليات التجنيد لضم شباب حلب إلى
صفوف ميليشياتها.
ويوضح أسامة الهتيمي، الباحث المصري المختص في الشؤون الإيرانية، أنه لا يمكن الفصل بين التصعيد الإسرائيلي الواقع في سوريا وبين مسار المفاوضات الخاصة بالاتفاق النووي، حيث تدرك تل أبيب أن الملف السوري أحد أوراق الضغط التي تستخدمها طهران لتحقيق اتفاق يلبي تطلعاتها بشأن امتلاك القدرة على تهديد إسرائيل، ومن ثم فإن هذا التصعيد يستهدف ضرب المحاولات الإيرانية المتكررة لتأمين خطوط إمداد ونقل الأسلحة ولوازم التصنيع اللوجستية إلى سوريا ولبنان، كما أن انشغال روسيا في حربها مع أوكرانيا يمنح إسرائيل الضوء الأخضر لهذا التصعيد.
ولفت «الهتيمي» في تصريح خاص لـ«المرجع» إلى أن واشنطن تستخدم في ذات الوقت هذا التصعيد للضغط على إيران، كونه يحدّ من النفوذ الإيراني في سوريا ويبطئ مشروعاتها السياسية والاقتصادية والثقافية والمذهبية، الأمر الذي يضاعف من الخسائر الإيرانية بعد أكثر من عقد من الجهد لفرض ترتيبات خاصة.
وأضاف الباحث المصري أن مثل هذا التصعيد لن يكون له تداعيات تشكل تحولًا
مهمًّا على الساحة السورية أو طبيعة الصراع الإيراني الإسرائيلي.





