ad a b
ad ad ad

قتلى «الهزارة» على رأسها.. تحديات «طالبان» الأمنية والسياسية

الأحد 18/سبتمبر/2022 - 07:19 م
المرجع
نهلة عبدالمنعم
طباعة

في السادس من سبتمبر الجاري أوردت صحيفة «الجارديان» البريطانية تقريرًا حقوقيًّا نقلًا عن منظمة «هيومان رايتس ووتش» يؤكد أن عدد القتلى من قبيلة الهزارة الشيعية في أفغانستان، ارتفع منذ تولي حركة طالبان حكم البلاد في أغسطس 2021.

واتهم التقرير الحقوقي، طالبان بالتقاعس عن حماية الأقلية الشيعية على خلفية الهجمات العنيفة التي ينفذها تنظيم «داعش» ضدهم.

وأشار التقرير إلى مقتل ما لا يقل عن 700 شخص في 13 هجومًا إرهابيًّا ضد الشيعة على مدار العام المنصرم، مضيفًا أن طالبان لم تستطع حماية مناطق تجمعات الهزارة سواء المساجد أو أماكن التعليم وغيرهما، ما أسهم في تفاقم الأزمات الأمنية.

هجمات داعش تهدد أمن الجميع

شن تنظيم «داعش» الإرهابي في 19 أبريل 2022 هجومًا ضد مدرسة «عبدالرحيم شاهد» الثانوية للبنين في غرب العاصمة كابول بإحدى المناطق التي يعيش فيها الشيعة بأغلبية، ما أدى إلى مقتل وإصابة العشرات من الطلاب والمدنيين.

وفي 8 أكتوبر 2021 أعلن تنظيم داعش مسؤوليته عن الهجوم ضد مسجد للشيعة في قندوز بشمال البلاد، ما أدى إلى مقتل أكثر من 43 شخصًا وإصابة 140 آخرين.

وعلى الرغم من كون تلك الهجمات موجهة ضد الطائفة الشيعية فإن هجمات «داعش» تهدد أمن الجميع على مستوى العمليات وكذلك الاختبارات السياسية، إذ شن التنظيم في 26 أغسطس 2021، هجومًا ضد مطار كابل الدولي ما أسفر عن مقتل 170 مدنيًّا و13 جنديًّا أمريكيًّا.

ويظهر ذلك تزايد الخطورة من وجود تنظيم «داعش» بالمنطقة في ظل تعبئة اجتماعية موجودة فعليًّا نحو الحراك المسلح، والانضمام للجماعات الإرهابية بإرهاصات فكرية.

الشيعة في خطاب طالبان

حرصت حركة طالبان منذ صعودها للسلطة في أفغانستان، على توجيه رسائل للشيعة داخليًّا وخارجيًّا، فأول مؤتمر إعلامي للحركة بعد السيطرة على كابول وجه خلاله المتحدث باسم الحركة ذبيح الله مجاهد رسائل واضحة عن توجه «طالبان» نحو الحركة وبأنها تسعى لتأمينها وتحرص على ذلك بشدة، كما أنها ترغب في الحفاظ على أفغانستان موحدة وملائمة لتعايش جميع الطوائف المختلفة.

وحملت هذه العبارات رسائل للمواطنين بالداخل من أجل طمأنتهم على مستقبل معيشتهم، وكذلك رسائل للخارج وفي مقدمتهم إيران بأن السلطة الجديدة لن تدع تدهور أوضاع الشيعة كنقطة مساومة لدخول طهران البلاد وتوسيع نفوذها بالداخل.

تحديات «داعش» المتزايدة ومصالح إيران في المنطقة

تفرض المعطيات الأفغانية الحالية تعقيدًا مضاعفًا للمشهد يلقي بظلاله على مستقبل الملف، إذ تقع كابول جغرافيًّا بالقرب من إيران التي تقدم نفسها كمسؤول عن الطائفة الشيعية دوليًّا، إضافة إلى طموحها السياسي في التوسع جغرافيًّا أو زراعة أذرع لها بداخل المناطق الشائكة.

ويتقاطع ذلك مع المصالح المبرمة بين الطرفين من جهة أخرى، ففي 23 يوليو 2022 أعلنت طالبان إبرامها لاتفاق مع إيران لاستيراد 350 ألف طن من النفط، وذلك للتحكم في مستوى أسعاره.

ومن ثم فإن تأمين الطائفة الشيعية في أفغانستان يضمن الحفاظ على عدم توتر العلاقة بين طهران وكابول الذي قد ينتج عن استغلال الحكومة الإيرانية للمشهد من أجل مضاعفة مصالحها.

الكلمات المفتاحية

"