الفرار من القتل.. طائفة الهزارة تهجر منازلها خوفًا من بطش «طالبان»
فرارًا من بطش حركة «طالبان» عقب سيطرتها على حكم أفغانستان في منتصف أغسطس الماضي، نزح مئات العائلات التي تنتمي إلى أقلية «الهزارة» الشيعية في وسط البلاد، إذ أصدرت الحركة تحذيرات لسكان قريتي «كندير» و«تاجبدار» بمغادرة منازلهم في غضون 9 أيام، ما عزز المخاوف من تزايد عمليات الاضطهاد ضد هذه الأقلية.
فرار 700 عائلة
وأصدرت حركة «طالبان» مطلع أكتوبر الجاري، عدة تحذيرات لأقلية «الهزارة» الشيعية، بمغادرة منازلهم في غضون 9 أيام، حيث أكد سكان قريتي قريتي «كندير» و«تاجبدار» أن 700 عائلة من الهزارة امتثلوا لأوامر طالبان وهربوا من منازلهم.
ويأتي ذلك عقب إعلان منظمة العفو الدولية أن طالبان قتلت 13 شخصًا من
أقلية الهزارة الشيعية، إضافة إلى رصدها أدلة تشير إلى مقتل الضحايا في مقاطعة دايكوندي
في أغسطس الماضي، مشيرة إلى أن عمليات
القتل تعد جريمة حرب.
الأسبوع الماضي، وجه الملا مسفير، حاكم طالبان في منطقة باتو في مقاطعة دايكندي، تحذيرًا مماثلا إلى قريتي «شاغولجا» و«خرجاك»، وأمر السكان بمغادرة منازلهم في غضون خمسة أيام، حيث قال غلام حضرة محمدي، شيخ قبيلة من تاجبدار، «إن ما تقوم به الحركة أمر مرعب، ونحن نعيش هنا منذ أجيال، حتى في التسعينيات كنا نعيش هنا ولم يجبرنا أي مسؤول من طالبان على مغادرة منازلنا».
وفي منطقة فرقة بمدينة قندهار، المعقل التقليدي لطالبان، احتج المئات من
السكان على خطط لطردهم من منازلهم، وتعرض بعضهم للضرب على أيدي أمن طالبان.
ونفت الحركة الأفغانية، إجلاء الهزارة بشكل غير قانوني، وقالت إن ملكية
الأرض التي تعيش عليها العائلات المتضررة محل نزاع قانوني، وهو ما يرفضه السكان المحليون.
طرد ممنهج
منذ بداية سبتمبر الماضي، استطاعت الحركة الأفغانية، طرد ما يزيد على 1200 أسرة من قرى في مقاطعة «دايكوندي» بوسط أفغانستان، حيث ادعت «طالبان» أن هذه الأسر تعيش هناك بشكل غير قانوني، إلا أن السكان يقولون إن العائلات لديها وثائق هوية سليمة.
وتؤكد صحيفة «وول ستريت جورنال» الأمريكية، إنه ثمة اعتقاد بأن ما يزيد على أربعة آلاف شخص شردوا نتيجة ذلك، كما تعزز عمليات طرد السكان هذه مخاوف من أن حركة طالبان ستضطهد مرة أخرى أقلية الهزارة الشيعية، كما فعلت في الماضي.
وتعد أقلية الهزارة، ثالث أكبر مجموعة عرقية في أفغانستان، وهي تنتمي للطائفة
الشيعية، وتعرض أفرادها لتمييز واضطهاد طويل الأمد في أفغانستان وباكستان ذات
الأغلبية السنية.
للمزيد: «الهزارة» الأفغانية.. طائفة شيعية تحمل السلاح في وجه طالبان دفاعًا عن النفس





