الخطف من أجل المال.. «القاعدة» يطل برأسه القبيح في اليمن من جديد
عاود تنظيم «القاعدة» الإرهابي نشاطه مجددًا في اليمن، منذرًا بموجة عنف محتملة في البلد الغارق فى المشاكل والدماء، إذ أطل التنظيم برأسه مجددًا عبر مقطع فيديو يبتز من خلاله هيئة الأمم المتحدة عن طريق أحد موظفيها المختطفين لديه، معلنًا بذلك عن تصاعد موجة عنف محتملة في البلاد.
تصعيد العنف
وشهدت الساحة اليمنية مؤخرًا، سلسلة عمليات اختطاف موظفين أجانب يعملون في المجال الإنساني، الأمر الذي يُعَدّ خارجًا عن الأسلوب المألوف للتنظيم طيلة سنوات الحرب في اليمن، والذي كان يتجنب مهاجمة أو اختطاف الجهات الدولية العاملة في مجالات الإغاثة والمساعدات، إذ نشر التنظيم مقطعًا مصورًا بثّه عبر منصته الإعلامية التي تحمل اسم «الملاحم»، وقال خلاله الموظف الأممي: «أنا في قبضة تنظيم القاعدة، وتم اختطافي مع أربعة من زملائي في الـ 11 من فبراير الماضي خلال عودتنا من رحلة رسمية لتقييم الأمن».
وخلال الرسالة المسجلة، التي بثها تنظيم القاعدة في اليمن، ظهر خلالها «آكام سوفيول أنام» الذي يشغل منصب مدير مكتب الأمم المتحدة للسلامة والأمن في اليمن، وهو يناشد بتلبية مطالب التنظيم لإنقاذ حياته، مؤكدًا أنه اختطف مع زملاء آخرين في 11 فبراير الماضي في أبين عندما كانوا في طريقهم إلى عدن جنوب اليمن، بعد استكمالهم مهمة ميدانية.
وكانت المنظمة الأممية أعلنت في فبراير الماضي، أن خمسة من موظفيها خطفوا في اليمن، وأشارت إلى أنها على اتصال وثيق بالسلطات لتأمين إطلاق سراحهم من دون أن تفصح عن الجهة المسؤولة التي تقف وراء عملية الاختطاف.
وذكرت السلطة المحلية بمحافظة أبين حينها بأن مسلحين اعترضوا سيارة تابعة للأمم المتحدة في مديرية لودر شرق المحافظة على متنها خمسة موظفين أحدهم أجنبي، قبل أن يقتادوهم باتجاه مديرية مودية شمال شرقي أبين.
ويؤكد مراقبون، أن التنظيم الإرهابي يبدو اليوم أمام تحول خطير على الصعيدين الأمني والأخلاقي، فالتغير في سياسة «القاعدة» لا يقتصر على مبدأ خطف الأجانب العاملين بالإغاثة، بل وخطفهم لأسباب مالية محضة دون أن يكون للعملية أي أبعاد استراتجية أو أيديولوجية.
ابتزاز الأمم المتحدة
وعقب عملية الاختطاف تدخلت وساطات محلية في مفاوضات مع تنظيم القاعدة للإفراج عن المختطفين الخمسة، إلا أنها فشلت إثر طلب تنظيم القاعدة مبلغ مالي وصف بالمبالغ فيه.
الأزمة المالية التي يعيشها تنظيم القاعدة في اليمن، أجبرت قيادته على إصدار مناشدة مصورة لمسؤول مكتب الأمن والسلامة التابع للأمم المتحدة في اليمن، حيث حرص «القاعدة» على إظهار الموظف الأممي وهو ضعيف يتوسل مسؤولي الأمم المتحدة، بهدف الضغط عليهم للتعجل بالتدخل لإنقاذه وتلبية مطالب التنظيم وهي دفع مبالغ مالية كبيرة.
للمزيد: مركز للإرهاب الدولي.. أفغانستان الملاذ الآمن لتنظيم القاعدة





