مركز للإرهاب الدولي.. أفغانستان الملاذ الآمن لتنظيم القاعدة
السبت 18/يونيو/2022 - 09:51 م
مصطفى كامل
لا يزال وجود حركة «طالبان» في سدة الحكم في أفغانستان، يثير قلق المجتمعات الدولية، ودول الجوار، بسبب تواجد التنظيمات الإرهابية وعلى رأسهم تنظيم «القاعدة» التي تعتبر أفغانستان ملاذًا آمنًا له في الوقت الحالي، الأمر الذي قد يؤدي إلى تحول البلاد مجددًا إلى مركز متجدد للإرهاب وقاعدة لهجمات الجماعات العنيفة، على الرغم من الوعود البائسة التي أطلقتها الحركة إبان سيطرتها على الحكم في أغسطس 2021.
مركز إرهاب دولي
وحذر تقرير صادر عن الأمم المتحدة من أن تنظيم «القاعدة» الإرهابي، بات يتمتع في الوقت الحالي، بملاذٍ آمنٍ في أفغانستان تحت حكم «طالبان»، وأن البلاد يمكن أن تتحول مجددًا قاعدة لهجمات لجماعات الإرهابية الدولية.
ونوّه إلى أن أفغانستان يمكن أن تصبح قاعدة للإرهاب على الرغم من أن تنظيمي «القاعدة» و«داعش»، غير قادرين على شن هجمات دولية قبل عام 2023 على أقرب تقدير، بغض النظر عن نيتهما أو ما إذا كانت الحركة الأفغانية، تعمل على كبح جماحهما.
التقرير الذي نقلته صحيفة «الجارديان» البريطانية، أشارت فيه إلى أن لجنة مراقبة العقوبات ضد حركة «طالبان»، قالت إن قادتها عينوا ما يقرب من 41 رجلاً موجودين على القائمة السوداء لعقوبات الأمم المتحدة في مناصب عليا وفي مجلس الوزراء، مؤكدًا أن الحركة الأفغانية فضلت المجموعة العرقية البشتونية المهيمنة في البلاد، ما أدى إلى نفور الأقليات الأخرى بما في ذلك الطاجيك والأوزبك.
لجنة مراقبة العقوبات ضد «طالبان» بمجلس الأمن الدولي، قالت إن شبكة حقاني، وهي جماعة متشددة لها علاقات وثيقة مع طالبان، تحركت بسرعة للسيطرة على الحقائب الوزارية الرئيسية بما في ذلك الداخلية والاستخبارات والهجرة، منوهةً إلى أنها في الوقت الحالي تسيطر إلى حد كبير على الأمن في أفغانستان بما في ذلك أمن العاصمة كابول. ولا يزال يُنظر إلى شبكة حقاني على أنها مرتبطة بصلات وثيقة مع تنظيم «القاعدة».
كما أن الشغل الشاغل الأساسي للحركة الأفغانية، هو تعزيز سيطرتها على البلاد بالتزامن مع السعي للحصول على اعتراف دولي، وإعادة التعامل مع النظام المالي الدولي وتلقي المساعدة من أجل التعامل مع الأزمة الاقتصادية والإنسانية المستفحلة في البلاد، لكن جهود حركة «طالبان» تعثرت لكسب الاعتراف والمساعدة، إذ يرجع ذلك إلى حد كبير إلى أنها لم تشكل حكومة أكثر تمثيلاً وقيدت حقوق الفتيات في التعليم وحقوق النساء في العمل والسفر.
قيادة أساسية لتنظيم «القاعدة»
وعما تردد عن وجود قيادة أساسية لتنظيم «القاعدة» في شرق أفغانستان بمن فيهم زعيمها الحالي المدعو «أيمن الظواهري»، نقل تقرير «الجارديان» عن دولة لم تحدد هويتها قولها إن طالبان شكلت ثلاث كتائب من القوات الخاصة تسمى «الوحدات الحمراء»، لمواجهة تنظيم «داعش» الإرهابي.
وكانت دعوات دولية عدة خرجت وقت سيطرة الحركة على البلاد، وعلى رأسهم مجلس الأمن الدولي، لمنع تحويل أفغانستان إلى ملاذ آمن للجماعات الإرهابية، إذ اعتبرت المندوبة الأمريكية، السفيرة ليندا توماس غرينفيلد، أن وصول الحركة الأفغانية، إلى الحكم، يتطلب من المجتمع الدولي التحدث بصوت واضح وموحد، قائلةً: «ندعو جميع الأطراف إلى التصدي للإرهاب، وعلينا جميعا أن نضمن ألا تكون أفغانستان قاعدة للإرهاب مرة أخرى»، وحثت جيران أفغانستان، وغيرهم في المنطقة وخارجها، على توفير الملاذ، سواء كان مؤقتا أو دائما، للأفغان الذين يحاولون الفرار.





