ad a b
ad ad ad

«القاعدة» في اليمن.. انتشار واسع على الأرض وتمركز مسلح في الجبال

الأربعاء 11/سبتمبر/2019 - 01:50 م
المرجع
آية عز
طباعة

انتشارٌ كبيرٌ لعناصر اتنظيم القاعدة الإرهابي تشهده المديريات الوسطى في محافظة أبين (جنوب اليمن)، وذلك بعد ما يقرب من 4 سنوات على فقدان القاعدة في اليمن معظم قادة الصف الأول للتنظيم، بسبب الغارات الجوية التي شنتها الولايات المتحدة على معاقله في جنوب اليمن.


«القاعدة» في اليمن..

البداية


ظهر تنظيم القاعدة في اليمن في بداية التسعينيات، بحجة محاربة الوجود الغربي، في منطقة شبة الجزيرة العربية، واقتصرت هجمات التنظيم على الغربيين، بعدة عمليات أبرزها الهجوم الذي شنه القاعدة على المدمرة الأمريكية في أكتوبر عام 2000 في خليج عدن، ما أسفر -حينها- عن مقتل 17 جنديًّا أمريكيًّا وإصابة 38 آخرين.


وكذلك الهجوم على السفارة الأمريكية في العاصمة اليمنية صنعاء، في سبتمبر 2008، وأدى حينها هذا الحادث عن مقتل 16 شخصًا.


وذلك علاوة على الاغتيالات التي نفذها القاعدة ضد شخصيات عامة سياسية وعامة في البلاد.


ويعتمد «القاعدة» في اليمن، على 3 طرق للتجنيد، أولها، طرق داخلية في ظل الصراع السني الشيعي باليمن والمنطقة العربية، وثانيها استقبال العناصر الداعمة للتنظيم والهاربة من سوريا وليبيا والعراق، بسبب الضغط عليهم من حكومات تلك المناطق والدول، وثالثها فتعتمد على الدعم المخابراتي لدول عدة مع استغلال الصراع الحالي في اليمن.


أماكن نفوذ القاعدة


وبحسب دراسة أعدها مركز «أبعاد» للدراسات والأبحاث، ينتشر تنظیم القاعدة في اليمن بتجمعات صغیرة، يقود كل منها، شخص يطلع عليه أمير المجموعة، والمرجع يرصد الحضور القاعدي في اليمن أو بالأحرى مناطق نفوذ التنظيم الإرهابي، وذلك على النحو التالي.


شبوة


تقع محافظة شبوة في شرق اليمن، وهي إحدى أهم وأكبر المحافظات النفطية، وخلال السنوات الماضية اندلعت بها العديد من الأزمات القبيلة حتى استطاعت جماعة الحوثي الانقلابية دخولها، وأصبحت محافظة مهمة أمنيًّا، ومنذ ذلك اتخذها التنظيم ملاذًا آمنًا له.


ويتمركز التنظيم في بلدة «عزان» بالمحافظة وكذلك في «بیحان»، وخلال الفترة السابقة حدثت بينهم وبين القوات الأمنية اشتباكات عنيفة، للخروج من المحافظة وفر عناصر التنظيم إلى جبال المحافظة، ولم تستطع القوات إخراجهم من المحافظة.


ومن محافظة شبوة ينحدر عدد من قادة التنظيم، منهم أنور العولقي، التي وصفته في وقت سابق الولايات المتحدة بأنه خطير.


أبين


محافظة أبين، التي تقع جنوبي اليمن، هي المعقل الأساسي والأول للقاعدة في فترة التسعينيات، خاصة وأن المحافظة تتميز بطبيعة تضاريسها الوعرة، ما يساعد عناصر القاعدة على التسلل والانتشار.


والقاعدة لديه ولايتان في أبين هما «زنجبار» و«جعار»، كما ينتشر بشكل واسع في منطقة «جبال المراقشة».


وينحدر من تلك المحافظة القيادي «ناصر الوحيشي» والذي قتل في غارة أمريكية عام 2015، و«جلال بلعيدي المرقشي» وقتل في فبراير 2016 بغارة أمريكية.


البيضاء


بدأ تنظيم القاعدة في الانتشار بالبيضاء، منذ عام 2011، وأقدم عناصره- حينها- على قتل عدد من الجنود الیمنیین في بلدة «رداع»،  الأسرية في البيضاء، منها مسجد العامرية.


وفي نهاية عام 2012، خرجت عناصر التنظيم من رداع بسبب المواجهات الأمنية، واتجهت إلى مركز قريب من مدينة البيضاء، وبالتحديد في قرية « ممدود».


ومن حينها توسعت في البيضاء، واستولت على اكثر من مدينة منها « الزاهر» و« آل حميقان».


حضر موت


خلال عامي 2015 و2016 أعلن التنظيم سيطرته على أجزاء في محافظة حضر موت، كما فرض سيطرته على العديد من المباني الحكومیة، بما في ذلك القصر الرئاسي ومقر المنطقة العسكرية الثانیة، وحرر 300 سجین من السجن المركزي بالمكلا.


وقاموا بالهجوم على الإدارة المحلیة لمحافظة حضرموت التي تقع شرق الیمن، وتحتل 36 % من مساحتها، وتتكون من 30 مديرية.


«القاعدة» في اليمن..

مصادر التمويل


وفي دراسة صادرة في يوليو الماضي، عن «مركز العقوبات والتمويل المحظور» في العاصمة الأمريكية « واشنطن»، أن تنظيم القاعدة يحصد سنويًّا عشرات الملايين من الدولارات من العلميات الإجرامية.


وفقًا للدراسة من أهم مصادر تمويل التنظيم في اليمن، النفط والغاز والضرائب وتهريب السلاح والذخيرة وعمليات الخطف وطلب الفدية، وسرقة الأموال وقطع الطرق.


الإخوان تساعد التنظيم


في تصريح  لـ«المرجع» وبدوره قال علي الصراري، مستشار رئيس مجلس الوزراء الأسبق: إن تنظيم القاعدة في اليمن يحاول حاليًّا استرجاع قوته التي فقدها الفترة الماضية، مستغلًا حالة الفوضى والفراغات الأمنية في اليمن، لذلك الولايات المتحدة الأمريكية تريد القضاء على فلول القاعدة، خاصة وأن التنظيم في الوقت الحالي جند مجموعة عناصر إرهابية ويعمل على إعادة هيكلة صفوفه.


وأكد «الصراري»، أن تنظيم القاعدة في الوقت الحالي اتجه إلى شبوة في الجنوب اليمني مستغلًا حالة الانفلات الأمني، وهي من أكثر المناطق التي تتعرض لجرائم إرهابية كثيرة بسبب كثرة تواجد العناصر الإرهابية بها.


وأشار مستشار رئيس مجلس الوزراء الأسبق، إلى أن جماعة الإخوان في اليمن عقب الأزمة التي حصلت في اليمن، ساعدت تنظيم القاعدة للانتقال بأعداد مهولة في الانتقال إلى شبوه، وتساعده في الوقت الحالي لاسترجاع قوته من جديد في اليمن في ظل حالة الانفلات الأمني الذي تعشيها اليمن.


ومن جانبه قال نزار هيثم، القيادي في المجلس الانتقالي الجنوبي: إن جماعة الإخوان فرع اليمن تساند بشكل كبير في الأيام الحالية بالتحديد تنظيم القاعدة، وتسعى جاهدة لتمكنه من السيطرة على أكبر عدد ممكن من المناطق في الجنوب اليمني مستغلة حالة الانفلات الأمني التي يعيشها الجنوب.


وأكد الهيثم في تصريح خاص لـ«المرجع»، أن الإخوان على علاقة كبيرة بقيادات تنظيم القاعدة في اليمنوتلك العلاقة تتمثل تمويل التنظيم بالسلاح والعتاد اللازم.

 

 

"