إنقاذي أم توافقي؟.. لبنان يبحث عن رئيس بعيد عن حزب الله
الخميس 08/سبتمبر/2022 - 03:53 م
اسلام محمد
تتواصل محاولات ومشاورات الأحزاب السياسية والأطراف المعارضة في لبنان من أجل التوصل إلى اختيار رئيس جمهورية، بعيد عن شبكة ميليشيا حزب الله التابعة لإيران، عقب انتهاء الفترة الرئاسية للرئيس ميشال عون المدعوم من التيار الوطني الحر.
وبحسب اتفاق الطائف الموقع عام 1989، الذي أنهى الحرب الأهلية اللبنانية بعد نحو خمسة عشر عامًا من القتال، فإن منصب رئيس الجمهورية يكون من نصيب الطائفة المارونية، لكن هذه الطائفة اليوم تضم أحزابًا وتيارات متعارضة بعد أن نجح حزب الله في اجتذاب فريق منها في صفه ضمن تحالف ٨ آذار الذي تشكل في مواجهة التكتل الوطني اللبناني، الذي ضم القوى السياسية اللبنانية المعارضة لهيمنة إيران، وضم طوائف وأحزابًا مختلفة.
وشكل اختيار رئيس الجمهورية اللبنانية أزمة كبيرة في السابق، تم حلها بالتوافق على اختيار ميشال عون، لكن تبدو البلاد اليوم مقبلة على سيناريو مشابه لما حدث بالأمس، نظرًا إلى تشابه الظروف والمعطيات.
رئيس "إنقاذي"
وبناء على ذلك تتوالى الشروط التي يضعها الفرقاء السياسيون لرئيس الجمهورية المقبل، والتى كان آخرها دعوة رئيس حزب القوات اللبنانية سمير جعجع، التي وجهها إلى القوى المعارضة من أجل تحمّل مسؤوليتها في إيصال رئيس "إنقاذي" يوقف ممارسات المنظومة الحاكمة الحالية، ويتصدى لهيمنة ايران وأذنابها في لبنان.
واليوم تُعوّل القوى السياسية اللبنانية على إمكان التوافق فيما بينها لعدم تكرار أزمة الفراغ الرئاسي السابقة، وأيضًا ضمان عدم تحكم إيران وميليشياتها بالمشهد السياسي اللبناني.
ومع ذلك يبقى تكتل نواب التغيير مختلفًا مع مبادرة القوات اللبنانية في بعض التفاصيل، إلا أن ذلك لا يمنع التواصل بين الطرفين للوصول إلى صيغة لحل هذا الإشكال، ففيما دعا سمير جعجع لرئيس إنقاذي ورئيس مواجهة، يرى «الحزب التقدمي الاشتراكي» بزعامة السياسي الدرزي وليد جنبلاط، ضرورة العمل على إيصال «رئيس توافقي»، بينما اشترط «نواب التغيير» انتخاب رئيس يكون فوق الأحزاب، أمّا حزب «الكتائب اللبنانية» فيشدّد على أن يكون الرئيس إصلاحيًّا وليس رئيس مواجهة.
وتبقى هذه الأطروحات محل نقاش داخلي وجدل بين أطراف المعارضة اللبنانية مع ضرورة الإشارة إلى أنّ البحث حتى الآن لم يصل إلى مرحلة اختيار أسماء محددة بعينها لتولي منصب رئاسة الجمهورية.





