لمواجهة الإرهاب وضبط الحدود.. تنسيق عسكري بين مالي وبوركينا فاسو
الثلاثاء 06/سبتمبر/2022 - 12:00 م
أحمد عادل
خلال "زيارة صداقة"، اتفق الحكام العسكريون في مالي وبوركينا فاسو على تعزيز الشراكة العسكرية بينهما.
وفي بيانين منفصلين من الرئاسة المالية ونظيرتها في بوركينا فاسو، أكدا الاتفاق خلال اجتماع في باماكو، حيث يقوم اللفتنانت كولونيل بول هنري سانداوجو داميبا بـ"زيارة صداقة" إلى العاصمة المالية.
مراجعة وتقوية
وتُعَدُّ هذه أول زيارة لسانداوجو داميبا إلى الخارج منذ استيلاء المجلس العسكري على السلطة بوركينا فاسو في يناير2022، حيث اتفق مع الكولونيل أسيمي جويتا على "مراجعة وتقوية" شراكتهما العسكرية.
وطبقًا لبيان الرئاسة في بوركينا فاسو، أكد البلدان أنهما يعتزمان تعبئة جهودهما في الحرب ضد الإرهاب.
كما ناقش داميبا وجويتا مسألة جنود ساحل العاج المحتجزين حاليًّا في مالي التي تتهمهم بأنهم "مرتزقة"، بحسب رئاسة بوركينا فاسو.
تمرد وإرهاب
وأدى تمرد إرهابي مستمر منذ عقد وبدأ في شمال مالي قبل أن يمتد لاحقًا إلى جميع أنحاء البلاد وصولًا إلى بوركينا فاسو والنيجر، إلى مقتل الآلاف وتشريد أكثر من مليوني شخص في البلدان الثلاثة، وفقًا لتقديرات رسمية.
وانسحبت مالي في وقت سابق من العام من قوة عسكرية تضم خمسًا من دول الساحل هي بوركينا فاسو وموريتانيا والنيجر وتشاد.
وفي أواخر أغسطس 2022 حضت بوركينا فاسو والنيجر مالي على إعادة النظر في قرارها، فيما سحبت في الشهر ذاته فرنسا آخر جنودها في قوة "برخان" في مالي.
والسبت 3 سبتمبر 2022، أفرجت مالي عن ثلاث نساء من بين 49 جنديًّا محتجزين منذ يوليو 2022، فيما رفض داميبا التعليق على الخلاف.
وفي مالي، استولى غويتا على السلطة في أغسطس 2020 ثم عين حكومة مدنية موقتة، وأقال الحكومة في مايو 2020، ثم عين نفسه رئيسًا بالوكالة.
وتشهد مالي ارتفاعًا لافتًا في وتيرة «الهجمات الإرهابية» مؤخرًا، والتي تشنها جماعات متشددة مسلحة، بعضها مرتبط بتنظيم «القاعدة»، والذي امتد إلى دولتي الجوار بوركينا فاسو والنيجر.
المثلث الحدودي
ويُعد «المثلث الحدودي» هدفًا مفضلًا لجماعتين إرهابيتين تنشطان فيه هما «تنظيم داعش في الصحراء الكبرى» و«جماعة نصرة الإسلام والمسلمين» التابعة لتنظيم «القاعدة».
وتعيش مالي منذ 2012 في أزمات أمنية وسياسية أشعل فتيلها تمرد مسلح قادته حركات انفصالية وجهادية في شمال هذا البلد، وامتد إلى وسط البلاد وإلى بوركينا فاسو والنيجر المجاورتين، وتسبب هذا العنف في مقتل آلاف المدنيين والعسكريين، إضافة إلى تشريد الآلاف، بحسب إحصائيات أممية.
واعتاد إرهابيون مرتبطون بتنظيمي «القاعدة» و«داعش» الإرهابيين، شن هجمات على قواعد عسكرية في مناطق متفرقة في مالي، تركزت في الشمال والوسط، ولكن لم تكن قريبة جدًّا من باماكو في الجنوب.
وفي بوركينا فاسو، أطاح داميبا الرئيس روك مارك كريستيان كابوريه في أواخر يناير واتهمه بالعجز عن وضع حد لأعمال العنف الإرهابية.
أدى انسحاب القوات الغربية من شمال مالي إلى زيادة وتيرة الهجمات الإرهابية التي يشنها تنظيم «داعش» في الصحراء الكبرى، بينما تواجه باماكو تحديات أمنية متزايدة في منطقة الوسط جراء الهجمات التي تشنها كتيبة ماسينا، الذراع المحلية لجماعة نصرة الإسلام والمسلمين، الموالية لتنظيم القاعدة.
كما ترتبط العمليات الإرهابية في وسط مالي بالصراعات العرقية، خاصة بين الفولاني والدوغون، إذ تتهم الفولاني بالتحالف مع داعش، في مقابل دعم الدولة المالية للدوغون.





