ad a b
ad ad ad

برعاية «أردوغان».. المناهج التعليمية التركية تشجع على الجهاد المسلح

الأربعاء 07/سبتمبر/2022 - 04:38 م
أردوغان
أردوغان
محمود البتاكوشي
طباعة
لم يكتف الرئيس التركي رجب طيب أردوغان، بتوفير ملاذات آمنة للتنظيمات والكيانات الإرهابية، وحماية جهاز الاستخبارات التركية لأمراء الدم، ودعمه جرائمهم، فضلًا عن دور القضاء المشبوه في تبرئة عناصر تنظيم «داعش»، إذ بات يحرص على ترويج الأفكار الإرهابية على طلاب المدارس، حيث يروج كتاب للصف الثاني عشر لطلاب المدارس الحكومية للجهاد المسلح، متجاهلًا إساءة استخدام مفهوم الجهاد من قبل الجماعات الإرهابية العنيفة مثل القاعدة وداعش.

أيديولوجية العدالة والتنمية

الكتاب الذي يتم تدريسه في المدارس، يعكس الأيديولوجية السائدة لحزب العدالة والتنمية، الذي يحكم تركيا على مدار العشرين عامًا الماضية، وهو من تأليف عبد الله أجيك وفيلي كاراتاش ومصطفى يلماز وتم إنتاجه من قبل المطبعة الحكومية في مجلدين، وتم توزيعه تحت عنوان "أساسيات المعتقدات الدينية للإسلام".

ويؤكد الكتاب أن الجهاد المسلح واجب على جميع المسلمين، وأن مفهوم الجهاد اليوم يرتبط بأمثلة سيئة، خاصة من قبل معارضي الإسلام، ويزعم الكتاب أن الجهاد يثيره معارضو الإسلام على أنه أمر سيئ ويجب تجنبه، كما يتجاهل تمامًا استخدام الجهاد من قبل المنظمات الإرهابية ولا يشير إلى تنظيمي القاعدة أو داعش أو الجماعات العنيفة الأخرى التي تسيء استخدام مفهوم الجهاد في جرائم القتل والنهب والاغتصاب وغيرها من الجرائم. 

ولم يتم التغاضي عن هذه الجماعات فقط في الكتاب، الذي يُعد مثالًا مقلقًا على كيفية تأثير الأيديولوجية الإسلامية للرئيس رجب طيب أردوغان ورفاقه على التعليم في تركيا، حيث يتم تعليم طلاب الصف الثاني عشر التضحية بأرواحهم باسم الجهاد دون الإشارة إلى الجماعات الإرهابية التي تسيء إلى مفهوم الجهاد.

عداء الولايات المتحدة 

ويبرر الكتاب هجمات 11 سبتمبر 2001 على الولايات المتحدة، والتي أسفرت عن مقتل ما يقرب من ثلاثة آلاف شخص، ويصف الاتحاد الأوروبي بأنه "ناد مسيحي" بقيادة بابا الفاتيكان، كما ينتقد الكتاب حلف شمال الأطلسي "ناتو"، قائلا إن رفض منح تركيا عضوية الاتحاد الأوروبي؛ لأنها دولة ذات أغلبية مسلمة، مع قبول دول ضعيفة اقتصاديًّا وديمقراطيًّا كأعضاء في الكتلة يثير تساؤلات حول هوية الاتحاد الأوروبي.
 
تجاهل داعش والقاعدة

ولم يذكر الفصل الخاص بالإرهاب تنظيمي "القاعدة" أو "داعش" الذين يسيئون إلى المفاهيم الإسلامية للانخراط في الإرهاب، ويذكر الكتاب أن الجهاد سيستمر حتى نهاية الزمان، ويصفه بأنه إحدى المسؤوليات التي يجب على كل مسلم ومسلمة الوفاء بها.

ليس من المستغرب أن يعكس الكتاب وجهة نظر الرئيس أردوغان، الذي قال في أبريل 2017 إن صورة بابا الفاتيكان مع قادة الاتحاد الأوروبي كانت دليلًا على أن الاتحاد كان كتلة مسيحية خلال مسيرات الاستفتاء الرئاسي.

وشرع "أردوغان" في مهاجمة البابا والاتحاد الأوروبي في خطابات عامة، وقال مرارًا وتكرارًا إن الغرب معادٍ للإسلام، ووصف الصورة بأنها دليل على أن الاتحاد الأوروبي هو أمة واحدة من الكفار. 

يُذكر أن السنوات الأخيرة شهدت الإطاحة بعشرات الآلاف من المعلمين من المدارس العامة والأكاديميين من الجامعات، وتغييرات في الكتب المدرسية لتعزيز منظور حكومة أردوغان للشؤون العالمية.

الكلمات المفتاحية

"