دوافع زيارة وزير الخارجية الإيراني إلى موسكو
في خضم التطورات الجارية على الساحة الدولية، قام وزير الخارجية الإيراني «حسين أمير عبداللهيان» الأربعاء 31 أغسطس 2022 بزيارة العاصمة الروسية موسكو، عقد خلالها مباحثات مع نظيره «سيرغي لافروف» تناولت مناقشة وجهات نظر كلتا الدولتين حول هذه القضايا الراهنة.
وتفتح الزيارة الباب للتساؤل عن الدوافع الخفية للزيارة في هذا التوقيت، خاصة أن وسائل إعلام أمريكية تحدثت عن مساعي موسكو للحصول على طائرات ايرانية مسيرة لاستخدامها في حربها ضد أوكرانيا، وأن روسيا قامت بإرسال بعض مسؤوليها إلى العاصمة طهران للتدريب حول كيفية استخدام هذا النوع من الطائرات.
إضافة إلى أن روسيا تعلن دائمًا أنها تدعم أي موقف تتخذه إيران حيال الاتفاق النووي، وعلى الناحية الأخرى فإنها لا تريد أن يتوصل أطراف الاتفاق إلى أي نتيجة إيجابية، خشية من أن تؤثر العودة إلى الاتفاق النووي الذي انسحبت منه واشنطن في مايو 2018، إلى رفع العقوبات الأمريكية عن إيران ومن ثم السماح لطهران بتصدير نفطها، وهو ما يؤثر على صادرات النفط الروسي، خاصة أن موسكو مفروض عليها عقوبات غربية منذ اندلاع الصراع مع أوكرانيا.
ضوء أخضر
تجدر الإشارة الى أن زيارة " أمير عبداللهيان" تأتي عقب شهرين من زيارة أجراها نظيره الروسي إلى طهران في 22 يونيو 2022، بحث خلالها سبل تطوير وتعزيز العلاقات بين البلدين، وهو ما دفع بعض المراقبين للقول إن زيارة الوزير الإيراني الهدف منها الحصول على ضوء أخضر من روسيا بشأن مساعي إيران لكسب "ضمانات أقوى" من الضمانات السابقة فيما يتعلق بخلافاتهم مع الولايات المتحدة، وهذا ما سبق وقاله عبد الليهان، "من أجل التوصل إلى اتفاق نحتاج إلى نص أقوى في مفاوضات فيينا".
تعميق الشراكة الاستراتيجية
ويوضح الدكتور
«محمد عبادي» الباحث المصري المختص في الشأن الإيراني، أن كلا طهران وموسكو تجمعهما علاقة قوية تم توطيدها بشكل أكبر عقب الحرب الروسية الأوكرانية، وفرض عقوبات غربية
على موسكو كما هو الحال مع إيران التي تخضغ لعقوبات أمريكية، وهذا هو السبب الرئيس
الذي يدفع كلتا الدولتين لدعم بعضهما البعض في بعض الملفات وبشكل أخص لمواجهة
العداء الأمريكي لهم.
ولفت «عبادي» في تصريح خاص لـ«المرجع» الى أن تلك الزيارة تطرقت إلى مناقشة سبل تعميق الشراكة الاقتصادية بين البلدين، بجانب الحديث عن صفقة تصدير الطائرات المسيرة الإيرانية إلى موسكو التي تثير بشدة القلق الأمريكية، إضافة إلى مناقشة ما يحدث على الساحة السورية خاصة بعد سحب موسكو مؤخرًا لعدد من قواتها وقيام تركيا بالتوسع في الشمال السوري، وختاما بالملف النووي، خاصة أن موسكو كانت طرفًا أصيلًا في الاتفاق النووي الذي تم توقيعه في 2015، فهي تريد دعم محاولات إيران للضغط على الولايات المتحدة بشأن هذا الملف، والحصول أيضًا على ضمانات منها.







