ad a b
ad ad ad

بعد اعتزال «الصدر».. كيف تنظر إيران للأحداث في العراق؟

الخميس 01/سبتمبر/2022 - 03:14 م
المرجع
نورا بنداري
طباعة

في خضم تفاقم الأوضاع في العراق وارتفاع حدة الاشتباكات بين أنصار زعيم التيار الصدري «مقتدي الصدر» والقوات الأمنية، يترقب الجميع رد الفعل الإيراني حيال تلك الأزمة، خاصة أن نظام الملالي يلعب نفوذًا داخل بلاد الرافدين من خلال ميليشيا الحشد الشعبي الموالية له.

بعد اعتزال «الصدر»..

أهمية استقرار العراق


ولطالما أرسلت إيران قائد فيلق القدس التابع للحرس الثوري، لعقد مباحثات مع المسؤولين العراقيين عما ستؤول إليه الأحداث في المستقبل، ولكن هذه المرة جاء أول رد فعل على لسان وزير الخارجية الإيراني «حسين أمير عبداللهيان» خلال لقائه نظيره العراقي «فؤاد حسين» بالعاصمة طهران في 29 أغسطس 2022، إذ اكتفى بالتأكيد على أهمية استقرار العراق والحفاظ على وحدته واحترام مؤسساته.


وهو ما دفع وزير الخارجية العراقي للرد على نظيره الإيراني بالتأكيد على أن بلاد الرافدين لن تسمح بأن تتعرض طهران لأي تهديدات انطلاقَا من الأراضي العراقية، مشددًا على أن أمن العراق وإيران مرتبطان ببعضهما البعض، ولافتًا إلى أن بلاده تقدر وجهة نظر طهران بشأن التطورات الجارية في العراق، والتي تنص على ضرورة حل القضايا بالساحة العراقية عبر الإطار القانوني.

 

وتجدر الإشارة أن لقاء الوزيرين الإيراني والعراقي جاء عقب إعلان زعيم التيار الصدري «مقتدي الصدر» في 29 أغسطس 2022، اعتزاله العمل السياسي بشكل نهائي ردًّا على تأزم الأوضاع السياسية في بلاد الرافدين، ومن ثم تفاقمت الاضطرابات وقام أنصار "الصدر" باقتحام القصر الجمهوري، واندلعت اشتباكات عنيفة شهدتها المنطقة الخضراء في العاصمة العراقية بغداد.


إضافة إلى أن طهران اتخذت على الفور، قرارًا بإغلاق حدودها البرية مع العراق عقب اندلاع الاضطرابات وعلقت الرحلات الجوية، وجاء في بيان رسمي للحكومة الإيرانية أذاعه التلفزيون الرسمي: «إغلاق الحدود يعود إلى الاضطرابات وحظر التجول في المدن العراقية، وعلى الإيرانيين الشيعة تجنب السفر إلى العراق لزيارة المراقد الشيعية».

بعد اعتزال «الصدر»..

تبريد الأزمة المشتعلة

يوضح الدكتور «محمد عبادي» الباحث المصري المختص في الشأن الإيراني، أن اعتزال الصدر هو إجراء احتجاجي وليس قرارا حقيقيًّا، وهذا القرار اعتاد الصدر على تنفيذه مرات عدة خلال السنوات الفائتة، ولذلك من المتوقع بعد تطور التظاهرات إلى احتجاجات مسلحة، ودعوة الصدر أنصاره إلى إنهاء الاعتصام والانسحاب من المنطقة الخضراء، سيتم تبريد الأزمة المشتعلة، والدخول في مرحلة مفاوضات بين التيار الصدري والإطار التنسيقي الشيعي، لوجود حلول للانسداد السياسي، ولن تكون طهران بعيدة عن هذه المفاوضات.

ولفت «عبادي» في تصريح خاص لـ«المرجع» إلى أن قائد فيلق القدس بالحرس الثوري الإيراني «إسماعيل قاآني» سيواصل خلال الفترة المقبلة جولاته المكوكية إلى العراق، لمتابعة تلك الأزمة التي اشتعلت منذ الإعلان عن نتائج الانتخابات البرلمانية في أكتوبر الماضي، خاصة أن رؤية إيران للحل في الوقت الراهن، هي حكومة تشاركية، يكون لـ«مقتدى الصدر» النصيب الأكبر فيها، مع ضمان مشاركة معقولة للإطار التسيقي الشيعي، الذي يضم مكونات كاملة الولاء لإيران.

الكلمات المفتاحية

"